قصاصات قابلة للحرق

ابحث معنا

Monday, November 30, 2009

يااااا حبايب مصر


رسوم: فواز

يا الله يا بني يا للي بتحب انت.. خلّص.. السفينة بتغرق!





















Wednesday, November 25, 2009

المجد للكراهية


من الأفضل أن يصمت المرء هذه المرة بعد ما وصلت الأمور إلي هذا الحد، فلو تكلمت قائلاً أي شيء لقلت الشيء الخطأ.. إما أن تلهب النفوس وتزيد النار اشتعالاً وتسكب عليها المزيد من البنزين، أو تدعو للحكمة والتعقل وتذكر الناس بالقومية العربية، وهي دعوة تبدو مائعة رقيعة جدًا أمام كل العنف الذي تعامل به الجزائريون مع انتصارهم

كل الناس يتكلمون وقد فُتحت طاقة القدر لوسائل الإعلام التي وجدت مادة تكفي لملء الصفحات وساعات الإرسال لمدة شهر علي الأقل، فلن أضيف شيئًا جديدًا إلي كل ما قيل ويقال، لكن لا بأس من أن يوجه المرء بعض الاتهامات

الاتهام الأول موجه بالطبع للإعلام الذي سقط سقوطًا ذريعًا في هذا الاختبار منذ اقتربت المباراة. قمة انعدام المسئولية أظهرتها وسائل الإعلام المصرية والجزائرية علي حد سواء، وهكذا تم شحن الجماهير علي الطرفين لحرب حقيقية لا خيارات فيها سوى النصر أو الشهادة، مع ولع سادي مجنون بنقل كل حرف.. لو أطلق مشجع جزائري أحمق سبة في مصر، سرعان ما تسوّد مقالة كاملة عن هذه السبة، ثم يجلس كاتب المقال ويسترخي في مقعده ممسكًا بقدح النسكافيه، ويتابع في استمتاع ردود القراء علي الإنترنت.. القراء الذين احمرت عيونهم وصفّر الدم في آذانهم فلم يعودوا يعون ما يكتبون. شتائم مهينة جدًا انهالت علي رأس مصر ورأس الجزائر في الفترة الأخيرة، فنحن عملاء الصهاينة الذين نتصرف بحقارة، وهم البربر أبناء الفرنسيين الذين لا يعرفون العربية ولا الإسلام ولا آباءهم الحقيقيين، حتي إنني فعلاً لا أعرف بأي معجزة يمكن أن تصفو العلاقات مرة أخرى

هذه عينة مما يكتب عندنا: «استهزأت جريدة أخبار اليوم الجزائرية بالدعوات الصحفية المصرية بضرورة التهدئة، وقالت: لم تتردد بعض الصحف المصرية أمس، في دعوة النظام المصري المتحالف مع الصهاينة جهاراً نهاراً إلي «تقبيل الحذاء الجزائري». عدد من المواقع الجزائرية علي شبكة الإنترنت يبث مقطع فيديو لمئات من الجماهير الجزائرية الذين صنعوا نعشًا من الخشب، ووضعوا عليه علم مصر ثم حملوه علي سيارة نصف نقل وكتبوا علي أحد أوجهه كلمة «الإعلام المصري» ومن الجانب الآخر «سمير زاهر»، فضلاً عن ذلك فقد طافت الجماهير الجزائرية بهذا العلم في شوارع العاصمة الجزائرية فيما يشبه جنازة للإعلام المصري».ـ

بأمانة. هل نشر هذا الخبر مفيد لواحد آخر غير كاتبه ؟.. هل ازداد القارئ حكمة أو علمًا ؟.. فقط ازداد حقدًا وسوف يبحث عن أي جزائري ليفتح رأسه. عشنا في هذا الجو عدة أشهر حتي وقعت الواقعة، والآن حقق الإعلام في البلدين هدفه الأسمى واشتعلت النفوس، فهل هم راضون ؟.. لديكم مادة ممتازة لبيع الصحف وشغل الفضائيات لمدة طويلة.. هنيئًا لكم.. إنها ظاهرة جديدة فعلاً هي أن الإعلام لا يتابع ما يحدث، بل يخلق الظروف المناسبة لحدوثه ثم يتكلم عنه عندما يحدث. كالصحفي الذي يقتل الناس ليجد أخبارًا يملأ بها صفحة الحوادث

نقطة أخرى مهمة هي أن الأخبار التي ترشح ليست دقيقة وليست كاملة، فلماذا تصر الفيفا علي أن اللاعبين الجزائريين هوجموا فعلاً في القاهرة، ولماذا تصر علي فرض عقوبات علي مصر وليس الجزائر؟.. هل الفيفا متواطئة لهذا الحد المهين، أم أن بعض الجماهير غير المسئولة فعلت ذلك فعلاً؟.. لقد رأينا الزجاج خارج الحافلة لكن من أين جاء الجزائريون بالدم علي رءوسهم؟.. هل هو ميركيروكروم كما يزعم البعض في فيس بوك؟.. هل جرحوا أنفسهم؟.. تخيل أن تقوم أنت بفتح رأس عصام الحضري ومتعب وأبي تريكة لمجرد أن تلفق تهمة للجماهير الجزائرية. صعب أن تصدق ذلك. كما أنه من الصعب أن تصدق وجود مؤامرة تحالف فيها الفيفا والجزائر وقناة الجزيرة وأنت الطرف الوحيد الصادق، ولو صدقنا هذا فأين ذهب الإخوة في فيس بوك الذين كانوا يدعون كل بلطجية مصر وسفاحيها لتكريم الفريق الجزائري وإضافة 11 شهيدًا إلي المليون؟.. لو كان الجمهور المصري بريئًا فأنت قد جعلته متهمًا بكل ما فعلته قبل المباراة

الغريب أننا كنا نتندر دومًا علي الحرب التي نشبت عام 1969 بين الهندوراس والسلفادور بسبب تصفيات قارة أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم. كان المرء لا يصدق (هيافة) هؤلاء القوم عندما خسرت هندوراس أمام السلفادور بعد انتصارها، فقام الرئيس الهندوراسي بترحيل المزارعين السلفادوريين من بلاده. وتطورت الأمور بغارة قامت بها طائرات هندوراس على مواقع لجيش السلفادور ..ردت السلفادور بغزو هندوراس.. ودارت حرب قصيرة كلفت البلدين آلاف الأرواح، برغم الكلام عن أخوّة الأمريكيين الجنوبيين والتاريخ والكفاح المشتركين!... مضحك .. أليس كذلك؟... تذكر كذلك أن البلدين كانت بينهما مشكلة حدود قبل المباراة. نحن فعلنا الشيء ذاته تقريبًا مع فارق أنه لا يوجد أي توتر سابق بين البلدين

كل الكلام عن الأخوة والوحدة العربية يسقط مع أول اختبار أو خلاف. وها هي مهزلة استدعاء السفراء تبدأ.. استدعاء للسفير الجزائري.. استدعاء للسفير المصري في الجزائر والسودان.. مصر مختلفة مع الجزائر.. السودان متضايقة من مصر لأنها تتهم الأمن السوداني بالتراخي.. ثم تدخل غزة علي الخط؛ فهي ضد الجزائريين لأنهم سخروا من أهل غزة الذين خرجوا يهتفون لمصر.. هكذا تدب الفرقة بين أربع دول عربية

طريقة (عركات السلخانة) هذه لن تفضي إلي أي شيء. أنت لن تضرب الشعب الجزائري كله فلنكف عن الجعجعة والتهديدات إذن، ولكن يجب أن يعود حقنا عن طريق التعقل.. هناك عريضة تخاطب الفيفا تدور في شبكة الإنترنت للتوقيع عليها، وبرغم أسلوبها الإنجليزي الركيك فإنها تنفيس عن الغضب لا بأس به. هناك قنوات دبلوماسية كثيرة يجب أن تجرب كلها لإعادة حقنا الذي يوشك علي الضياع، مع استخدام حوادث حقيقية موثقة وليس هذا الهراء الذي ينشر في الصحف. مصر بلد مهم قادر علي أن يضغط علي الفيفا. إن جزءًا كبيرًا مما يحدث لنا يعود لأن وزارة الخارجية لا تؤدي عملها كما يجب أو لا تؤديه علي الإطلاق. هل أنا متجن؟.. الكاتب أسامة غريب كان في السلك الدبلوماسي لفترة طويلة، وقد كتب مقالاً قاسيًا في كتابه فائق الإمتاع «مصر ليست أمي..» بمناسبة حادث سرقة مخزن الخمور الخاص بسياسي شهير، والذي يحوي المشروبات التي يقدمها للضيوف الأجانب: «في حديث تليفزيوني لوزير الخارجية السابق أحمد ماهر قال إن العمل الدبلوماسي ليس نزهة ولم يعد حفلات وبروتوكولا وكوكتيلات......إنني أشعر بالأسف عندما أسمع هذا الكلام يتردد كأنه حقيقة، لأن البعثات الدبلوماسية المصرية في أرجاء المعمورة لا تفعل سوى حضور حفلات الشراب ومآدب الطعام، وهذا لا يقتصر علي السفارات والقنصليات بل يمتد ليشمل الجيوش الجرارة من الموظفين في البعثات المصرية في 188 دولة......... آلاف الموظفين يتقاضون مئات ملايين الدولارات من لحم الوطن العاري لا يفعلون سوى ارتياد صالات المزادات وتنمية مواردهم.......لقد وصلت الرسالة كاملة للدبلوماسيين في الخارج.. لا تصدقوا أنكم دبلوماسيون بجد.. السياسة الخارجية لمصر لا علاقة لوزارة الخارجية بها!. كل المطلوب منكم أن تأكلوا وتشربوا في حفلات السمر وتدعوا للسلطان بالنصر، والقيام بالتشهيلات ووضع خبراتكم في الشوبنج تحت الطلب....إن غياب الدبلوماسية المصرية هو أحد أهم الأسباب لاختفاء الدور المصري وهوان مصر علي الجميع. وليسمح لنا السيد أحمد ماهر بأن نختلف معه فنحن لا نرى العمل الدبلوماسي سوى تشريفات وبروتوكولات وثرثرة وشراب ومرح»ـ

هذا كلام شاهد من أهلها وليس كلامي

ما حدث بروفة مخيفة لما يمكن أن يحدث عندما تجن الجماهير، فلا يصغي أحد لصوت العقل أو صوت علماء الدين مثل القرضاوي، ويصغون فقط لشهوة الدم ونداء الثأر، بينما يتحول المطالبون بالتهدئة إلي جبناء وكلاب. هذه بروفة للطريقة التي يمكن أن تحدث بها حرب أهلية ..الحقيقة أننا -العرب - شعب متعصب ضيق الأفق، والإسلام لم يزل كل ما في نفوسنا من بقايا الجاهلية بعد

Sunday, November 22, 2009

إتش وان إن وان

بص و طل - 22 نوفمبر 2009

رسوم: محمد عبد الله

فيروس سي: بقول لك إيه يا روح ماما.. أنا الفيروس سي.. يعني الكل في الكل.. يعني محدش يقدر يمشي في (المنطئة) دي غير بإذني
إتش وان إن وان: أنا آسف يا أستاذ سي.. الغريب أعمى ولو كان بصير













قرأت مؤخرا - قصاصات قابلة للحرق

نتكلم هنا عن كتاب قرأته مؤخرا... عندما لم تعد الديناصورات تجوب المستنقعات المغطاة بالسراخس... نتابع فى هذه السلسلة كتابات الرائع كالعادة د أحمد خالد توفيق

و لكن على عكس المعتاد لن نجد هنا رابطا لتحميل نسخة من الكتاب... لئلا نضيع حقوق الملكية... و لما يسببه ذلك من ضرر للكاتب و للناشر و بالتالى لنا نحن... القارئ

* الترتيب هنا هو فقط ترتيب قراءتى أنا لتلك الكتب و الروايات لا أكثر و لا أقل *

===========================


خواطر و أفكار و مقولات

دايموند بوك

تنتظر حتي ينام أهل الدار حتي لا تراك زوجتك وتظن بك الظنون عندما تجدك تحرق أوراقا... كل زوجة تعرف جيدا معنى أن يحرق زوجها أوراقا... إما أنه يحرق خطاباته الغرامية أو يحرق مجموعته من الصور العارية لأن عينه الجشعه لايملؤها غير التراب. أو يحرق ما يثبت أن له شقه أخرى وزوجة أخرى في الإسكندرية

تتسلل إلى المطبخ وتشعل الموقد... وتأخذ شهيقا عميقا ثم ترفع كومة القصاصات كي تلقى تطهيرها النهائي وسط ألسنة اللهب

هنا يدق جرس الهاتف

===========================

Wednesday, November 18, 2009

شخص مهم - 4 - الأخيرة



====================================


راق الكلام لـ (ثروت) برغم أنه لم يفهم معظمه، وعاد يسألها
"تاريخ العالم؟.. هل تعنين أنك تتوقعين أن أصير رئيس الجمهورية؟.. أنال جائزة نوبل؟.. أشتري أرض (الششماوي)؟"

قالت وهي تكور أنفها الأقنى الجميل
ـ"لا أستطيع التفسير.. نحن ممنوعون من التفسير وإلا تصرفت بطريقة تغيّر التاريخ. لاحظ أنك بالنسبة لنا ماض يحرم علينا تغييره.. فقط أكتفي بقول إن كل طفل في الرابعة في عالمنا يحفظ اسمك جيدًا، وربما لديه صورتك"ـ

لم يصدق حرفًا لكن.. ربما كان هذا هو التفسير الوحيد لظهورهم في غرفته والباب مغلق. لو كان كلامهم صحيحًا؛ فمعنى هذا أنه محق بصدد نفسه.. إنه شخص مهم جدًا.. مهم لدرجة أن يعكف خمسة أفراد على التقاط الصور له وجمع أقلامه ومناديله.. مهم لدرجة أن يتسللوا لغرفته ليصوروه وهو نائم ليلاً

لقد كان على حق
لكن.. لن يندفع للجنون بتصديق هذا الكلام الفارغ، إنهم يعبثون به

سألها
"أنتم مصريون طبعًا؟"
ابتلعت ريقها وهزت رأسها أن نعم
"وهذه الأسماء الغريبة؟"
"هكذا ستكون أسماؤنا في الغد.. إن الأسماء تتغير مع الزمن.."

أمسك بيدها بشيء من العنف، لكنها لم تجفل وقال
ـ"اسمعي يا كتكوتة.. أنا لا أصدق حرفًا من هذا السخف.. هذه (اشتغالة) لا أبتلعها.. سوف تأتين معي لمكتب المدير، وهناك تحكين هذه القصة من جديد.."ـ
"لا أستطيع.."

هنا وجد أن الباقين يقفون حولهما.. يبدو أن وقت العراك قد جاء.. لكنه سوف يصرخ.. سوف يأتي عمال المستشفى ليمزقوهم
فتح فمه ليتكلم
لكن......



هل هذه اللطخة الكبيرة من الدم جاءت منه هو؟
المعطف ملوث بالدم.. الدم يتساقط من منخريه بلا توقف.. ماذا حدث؟
رفع عينيه نحوهم في جزع فوجدهم يلتقطون الصور.. وقال أدونيس وهو يبعد الآخرين

ـ"هذا هو.. البداية.. لقد انتقل له الوباء من أنبوب الاختبار الذي تحطم.. لا تخافوا يا شباب فنحن جميعًا تلقينا اللقاح لكن لا تلمسوا شيئًا منذ هذه اللحظة"ـ
"لا.. لا.. أفهم.."

قالت (دافني) وهي تنهض
ـ"نحن طلبة طب جئنا من المستقبل كما قلت لك.. مهمتنا أن نقابلك ونعرف كيف بدأ كل شيء، وأن نلتقط الكثير من الصور.. أنت أول حالة من الوباء الذي أباد ثلاثة أرباع البشر والذي بدأ اليوم حسب كتب التاريخ.. الوباء الذي أطلق عليه العلماء اسم (بربريا) نسبة لأول من مات به، لهذا قلت لك إنك مهم جدًا في تاريخ البشرية، وقد احتجنا لأعوام طويلة كي نعيد الحضارة ونبدأ من جديد.. اليوم نحن نرى مولد الوباء"ـ

قال (أدونيس)ـ
"الغريب أن صاحب الدم الأصلي لم يصب بالوباء.. "

صاح (ثروت) وهو يحاول النهوض
"أنتم مجانين.. مجا...."

ثم سقط على ركبتيه فقال (أدونيس) وهو يلتقط المزيد من الصور
ـ"فعلاً.. الأعراض هي نزف من كل فتحات الجسد ويبدأ فور العدوى.. هل ترون هذا الدم المتدفق من العينين يا شباب؟.. إنها علامة (ثروت) الشهيرة التي تميز هذا الوباء عن سواه من الحميات النزفية"ـ
"أنتم تمزحون"



قالت (دافني) في برود علمي
ـ"لا فارق.. صدقت أم لم تصدق؛ لكني أشكرك على الساعات التي قضيناها معك.. بالفعل أنت أهم شخص في تاريخ البشرية على مدى ثلاثمائة سنة.. كل طفل في عالمنا يعرف اسم (ثروت البربري).. أول من مات بالوباء الرهيب"ـ

قالت نيتوكريس
"أعتقد أن علينا الرحيل يا شباب"

صاح (ثروت) والدم يسيل بلا توقف من أذنيه هذه المرة
"انتظروا.. متى ينتهي هذا؟"
"خلال يومين.. لا أحد يعيش أكثر من يومين!...والآن سوف نعود لعالمنا"

وسرعان ما كانوا يغادرون المختبر في مزيج من الرعب والحماسة والفوضى.. لابد أنهم يمزحون.. لابد أن هذا مقلب

لم يكن (ثروت) يعرف أنني سأزوره غدًا في المستشفى، وأنني سأنال نصيبي من العدوى مع كل من تعامل معه؛ هذا قد يغفر لي بقع الدم المتناثرة على هذه الأوراق

فتح فمه ليصرخ فشرق بالدم.. لكنه استطاع أن يخرج الصيحة
"دافني!.. هل تتزوجينني؟؟؟"-

تمت

قرأت مؤخرا - قصة تكملها أنت

نتكلم هنا عن كتاب قرأته مؤخرا ... عندما لم تعد الديناصورات تجوب المستنقعات المغطاة بالسراخس... نتابع فى هذه السلسلة كتابات الرائع كالعادة د أحمد خالد توفيق

و لكن على عكس المعتاد لن نجد هنا رابطا لتحميل نسخة من الكتاب... لئلا نضيع حقوق الملكية... و لما يسببه ذلك من ضرر للكاتب و للناشر و بالتالى لنا نحن... القارئ

* الترتيب هنا هو فقط ترتيب قراءتى أنا لتلك الكتب و الروايات لا أكثر و لا أقل *

===========================



د أحمد خالد توفيق
فلاشندى - تامر الباجورى - مديحة محمد - ريهام إبراهيم

رواية

دار ليلى و دايموند بوك

===========================

هى تجربة فريدة أحببتها جدا جدا... و قصة أكثر من رائعة... حتى أنك تشعر أنها من حبكة رجل واحد... و هى من طراز القصص ذات النهايات المفتوحة... هى ببساطة "قصة تكملها أنت"... قدمها د أحمد كالتالى

فى أوائل السبعينات من القرن الماضى قدم التليفزيون المصرى عملا دراميا فائق الإمتاع اسمه (قصة و عشرة مؤلفين). فى البدء كان على عميد القصصيين (نجيب محفوظ) أن يصمم حبكة ما.. هكذا قدم قصة عن المدرس المحافظ (عماد حمدى) الذى قرر أن يتهور مرة واحدة فى العمر لدى سفر زوجته و الأولاد.. موضوع التهور -طبعا- هو الراقصة (نادية الجندى) التى يصحبها إلى بيته الخالى و يمضى معها ليلة حمراء و فى الصباح يحاول أن يوقظها ليكتشف أنها ماتت

إلى هنا ترك الأستاذ القصة لتسعة من أهم الروائيين المصريين على أن يعود لكتابة النهاية.. لا أذكر الأسماء كلها و لا الترتيب، لكن كل واحد كان يكتب حلقة تنتهى بمأزق يتركه خصيصا لمن يأتى بعده، و كان يقدم الحلقة و يشرح وجهة نظره للمشاهدين قبل بدء الدراما.. تشعبت القصة و جمحت و صارت هناك عصابات تهريب و جواسيس أجانب، و اتضح أن الراقصة لم تمت... إلخ... ثم وقعت القصة فى يد (يوسف السباعى) أو (يوسف إدريس) الذى أعلن صراحة أنه لم يحب ما بلغته القصة من (عك)، لذا قرر أن يعيد السفن إلى مراسيها!.. فى نهاية الحلقة يكتشف المدرس أنه كان يحلم و أن هذا كله كان كابوسا طويلا.. فى نشوة الخلاص يوقظ الراقصة النائمة فى سلام جواره فيكتشف أنها ماتت فعلاّ!.. هكذا عادت الحلقة لـ(نجيب محفوظ) المكلف بكتابة الحلقة الأخيرة.. لم يخفِ (نجيب محفوظ) ذهوله لأن القصة عادت له كما تركها، و المأزق الذى تركه لغيره عاد له شخصيا

الخلاصة أن هذا المسلسل كان تجربة روائية متوسطة أدبيا، لكنها فائقة الإمتاع من ناحية دراسة طريقة تفكير كل أديب.. لعبة ممتعة نرى فيها كيف يتملص كل منهم من المأزق الذى تركه سلفه، و كيف يترك مأزقا لخلفه.. و طبعا لا داعى لقول إن أحدا لا يعرف أين ذهب هذا العمل و لا مصيره.. على الأرجح سيطل علينا من إحدى الفضائيات يوما ما، ضمن تراث التليفزيون المصرى الذى بيع قطعة قطعة على شكل أقراص مدمجة يتم تهريبها تباعا من ماسبيرو

ظلت الفكرة محفورة فى عقلى الباطن زمنا طويلا، و قد قابلت مثيلاتها فى الأدب الغربى لكنى لم أرها فى الأدب العربى حتى هذه اللحظة.. حتى فى ألعابى كنت أجلس و صديقى العتيد د (أيمن الجندى) نتسلى بأن يكتب كل منا فقرة جديدة فى قصة واحدة.. جربت محاولة مع د (محمد سليمان) لم تستكمل لأسباب يطول شرحها... هناك قصة شبيهة وضعتها على موقع المؤسسة تقوم على أن يستكمل القراء القصة، و ترسم بطريقة (الستريبس) حلقة حلقة بريشة الفنان (باسم صلاح) لكن الموقع متوقف منذ فترة

ثم بدأت تقديم هذه الفكرة فى موقع (روايتى)، و قد لاقت إقبالا لا بأس به.. تدريجيا ولدت القصة و صار لها رأس و ذيل، و أعتقد أنها مسلية فعلا، لكنى أعتقد أنه لا غنى عن الكتاب المطبوع لأن ما يوجد على شبكة الإنترنت كثير جدا و سريع البخر و قراءته عسيرة، و هذا ما دفعنى إلى التمسك بأن تُطبع هذه المحاولة المثيرة.. ومن حسن الحظ أن (دار ليلى) رحبت بالفكرة

هناك نقطتا ضعف حتميتان فى هذا النوع من القصص: النقطة الأولى هى أن بعض القراء قد يمتلك موهبة ذات لون مختلف، و قد تكون لهم أساليب مختلفة، و قد لا يهتمون بالرعب أصلا، لكنهم مضطرون للتقيد بفكرتى و أسلوبى لأننى أنا الذى بدأ القصة.. هذا يرغمهم على حد أدنى من التجانس و التقيد بتعبيراتى و طباع أبطالى و إيقاع كلماتى.. أعنى أن موهبتهم قد تكون أكبر من هذا و أعرض و أكثر جموحا، لكن التجربة ترغمهم على أن يضعوا هذه الموهبة فى وعاء ضيق اخترت أنا

نقطة الضعف الثانية عرفتها متأخرا، بصفتى أجهل كل شئ عن لعبة كرة القدم باستثناء أن (الخطيب) هو نجم فريق المقاولين العرب، رأيت مباراة بين منتخب العالم و بطل كأس العالم ـ أعتقد أنه كان إيطاليا وقتهاـ فتوقعت أن يسحق منتخب العالم بطلَ الكأس.. تصور أن يجتمع أفضل اللاعبين فى كل مركز ليصنعوا فريقا واحدا.. قال لى خبراء اللعبة و هم يبتسمون بشفقة إن العكس هو الصحيح
"والسبب؟"
قالوا و هم يبتسمون بحنكة هذه المرة
ـ"السبب هو التجانس.. فريق إيطاليا متجانس يفهم لاعبوه بعضهم البعض، و يتحركون كوحدة واحدة، بينما منتخب العالم فريق مرقع من عدة مهارات يستحيل أن تتناغم"ـ
و قد كانوا على حق و كنت أحمقا كالعادة
التجانس عنصر مهم جدا لجودة العمل.. لا أعتقد أنك ستحصل على تحفة فنية لو أنك جعلت (نجيب محفوظ) و (ديكنز) و (تولستوى) و (دستويفسكى) و (زولا) و (هيمنجواى) يجتمعون على رواية واحدة. كل واحد منهم له عالمه يصول و يجول فيه كما يشتهى، و خير ما تفعله هو أن تتركه يكتب رواية كاملة وحده.. هذا عسير التصور لكنها الحقيقة.. إن القصة متعددة الكتاب تعطيك تجربة ممتعة و جديرة بالاهتمام لكنها ليست الأفضل.. (قدمت هذه الفكرة فعلا فى قصة ستريبس بريشة الفنان فواز نشرت فى ملحق صبيان و بنات الصادر عن أخبار اليوم)ـ

هذان عيبان لا مفر منهما إذا أردنا أن نقدم اللعبة كاملة كما هى.. ممتعة كما هى

أنتظر أعمالا أكبر و أفضل من الأصدقاء الفائزين و من سواهم.. لقد عرفناهم فى هذه المرة يستكملون فكرة ليست لهم.. فماذا يكتبون إذا نالوا حريتهم كاملة؟

قرأت مؤخرا - قوس قزح

نتكلم هنا عن كتاب قرأته مؤخرا ... عندما لم تعد الديناصورات تجوب المستنقعات المغطاة بالسراخس... نتابع فى هذه السلسلة كتابات الرائع كالعادة د أحمد خالد توفيق

و لكن على عكس المعتاد لن نجد هنا رابطا لتحميل نسخة من الكتاب... لئلا نضيع حقوق الملكية... و لما يسببه ذلك من ضرر للكاتب و للناشر و بالتالى لنا نحن... القارئ

* الترتيب هنا هو فقط ترتيب قراءتى أنا لتلك الكتب و الروايات لا أكثر و لا أقل *

===========================



د أحمد خالد توفيق - د تامر إبراهيم

مجموعة قصص

دار ليلى

أحمر .. برتقالي .. أصفر .. أخضر .. أزرق .. نيلي .. بنفسجي
اليوم نحكي لك كيف أن قوس القزح قد يكون مخيفا
كيف تصير الألوان مرعبة أو على أقل تقدير ليست كما وجدت في خيالات طفولتنا
أحمر .. برتقالي .. أصفر .. أخضر .. أزرق .. نيلي .. بنفسجي
قوس قزح
و سبع حكايات تحكي عن الألوان
سبع حكايات عن قوس قزح

===========================

مجموعة رائعة شيقة من القصص ذات طابع جديد يغير من نظرتك للألوان حتى ما ظللت عمرك كله تعتقد أنه يبعث على الطمأنينة أو الراحة أو الحب أو الأمان... فالألوان كلها الآن تسوق إلى الموت و الرعب و الخوف و البشاعة و الغموض و الجنون و... و... و

كتب د أحمد ثلاث أو أربع قصص منهم فقط .. ولم يُذكر أيهم... و لكنى خمنت من الأسلوب و من فرط قراءتى لكتاباته أى من تلك القصص هى قصصه... فماذا تعتقد أنت؟؟؟

د أحمد يتابعنا هنا دوما... فلعله يستطيع أن يزيل عنا هذا الغموض

مزاج عال جدًا

انتهت مباراة مصر والجزائر منذ دقائق واشتعلت الشوارع في طنطا، حتي صار من المستحيل أن تتمكن ذبابة من عبور الشارع. الحمد لله أن منح هذه الفرحة المستحقة للشعب المصري، بعد ما صار شعار المباراة هو النصر أو الشهادة، حتي توقعت أن أسمع التوجيه المعنوي الذي كتبه هيكل للجيش قبل بدء المباراة. صحيح أننا لم نذهب لكأس العالم بعد، لكن كما يقول الغربيون: «ما زلنا في اللعبة». كنا جميعًا في الدقائق الأخيرة قد تأهبنا لابتلاع مرارة الخروج، فتغير كل شيء. فقط لو فعلها بركات في الثانية الأخيرة لدخل التاريخ من أوسع أبوابه. لا أفهم في كرة القدم لكني متأكد من أن لدينا مشكلة خطيرة في الاختراق والوصول للمرمي، بينما هم اختراقاتهم قاتلة فعلاً

نعود للمواضيع الكئيبة المعتادة
كانت السينما المصرية دائمًا مواكبة لذوق الجماهير لكنها تصنعه كذلك. إنها تتبع المجتمع لكنها تقوده في الوقت ذاته، وهي علاقة غريبة فعلاً. في الستينيات عندما كان الموظف قمة السلم الاجتماعي كان هو بطل وزبون الأفلام العربية، ويجب أن نذكر كذلك أن كل بيت سينمائي كان فيه بار. يعود الرجل مرهقًا من الخارج فتسأله زوجته «تاخد كاس؟»، ويبدو أنهم كانوا يتعاملون مع الخمر تعاملنا مع السجائر: «ماحبش الراجل اللي بيشرب». تقولها شادية لرشدي أباظة الذي سقطت خصلة من الشعر المعجون بالعرق علي جبهته

بدأ السلم الاجتماعي يتغير، وصار زبون السينما هو الحرفي والسباك. هنا ظهر الحشيش في الأفلام بكثافة وصارت الجوزة من لوازم كل فيلم. كل أفلام هذه الفترة لا تكاد ترى شيئًا في كادراتها من الدخان الأزرق، لدرجة أن إكسسوارات فيلم «بنت تحية عزوز» شكلت أحرازًا لقضية مخدرات كاملة عندما ضبطتها الشرطة. ونادية الجندي المعلمة بالجلباب اللامع تتغزل في الجوزة : «جوزة من الهند ومركب عليها غاب». فيرد الحشاشون: «حصل لنا التلبس.. هع هع هع». أضف لهذا نكتة أو نكتتين عن ليلة الخميس والكوارع والركب ليكتمل جو الثمانينيات. وأضف كذلك محمود عبد العزيز بطل الفيلم الظريف، وهو يضحك ضحكته الشهيرة وعيناه شبه مغمضتين، والدخان يتصاعد من فمه المفتوح. لا ننكر هنا كذلك أن المد الديني في السبعينيات جعل الناس تبحث عن مخدر لم يحرم صراحة دينيًا، وهكذا ظهر مبدأ أن الحشيش لم يُحرم في القرآن بينما الخمر حُرمت، وهو منطق ناقشه فيلم العار ببراعة وأمانة

مع الوقت بدأت السينما تتملق الشاب «الروش» الطالب زبون المول.. هنا تكرس سينما الشباب مفهومين مهمين هما البانجو والبيرة. أي شاب طبيعي لابد أن يدخن البانجو ويشرب البيرة مع ظهور البرشام في أفلام عديدة. لا يوجد فرح شعبي في أي فيلم جديد من دون بانجو وبيرة، ولا أفشي سرًا إذا قلت إن معظم القرى حول مدينتي تعلمت هذا المفهوم الجديد، وصار البانجو من أساليب نقوط العريسين المحترمة. لو لاحظت لوجدت معظم هذه الأفلام تظهر مدمن البانجو كشخص ظريف حبوب لا يمكن الاستغناء عنه. قد تكون هذه الأفلام مرآة المجتمع لكنها كذلك تصنعه، وهي علاقة معقدة فعلاً

الحشيش.. البانجو.. الماريجوانا.. القنب الهندي.. المخدرات. لا أبالغ لو اعتقدت أن كل جريمة في مصر تتم اليوم تحت تأثير المخدرات أو طلبًا لثمنها.. كل حادث.. كل إهمال.. كل اغتصاب.. كل سرقة.. كل مشاجرة

لماذا تذكرت هذا الموضوع الآن ؟

إنه ذلك الخبر في الصحف عن نتائج تحليل دم سائق القطار 152 الذي كان متوقفًا بين محطتي الرقة وكفر عمار في حادث العياط الشهير. الرجل تعاطي الحشيش قبل وأثناء قيادته القطار، أما سائق القطار 188 فقد عطل الجزرة المسئولة عن توقيف القطار. هناك جهاز أوتوماتيكي في القطار استشعر وجود العطل وخفض سرعة القطار من 129 كيلومترًا إلي 67 كيلومترًا، وهو ما منع كارثة ذات أبعاد كونية، لكنه لم يستطع التوقف بالكامل. من جديد الجزرة التي تسبب كل حوادث القطارات في مصر، والتي يبدو أنها مصرة علي القضاء علينا

طبعًا موضوع التغيرات العديدة في الشخصية المصرية قُتل بحثًا، لكننا هنا نتكلم عن الحشيش بالذات.. اللجنة المشكلة من أساتذة الهندسة ونائب رئيس هيئة السكة الحديد وخبير من وزارة النقل اكتشفت أن جهاز اللاسلكي الخاص بالسائق سليم، لكنه لم يستعمله قط في النداء علي عاملي الأبراج القريبين منه أو القيادة المركزية

فتش عن المخدرات.. فتش عن المزاج.. فتش عن الدماغ التي ينفق عليها المصريون كل هذه المبالغ كأنها دماغ «إنريكو فيرمي» ذاتها . الناس تشتري الحشيش والبرشام وتزرع البانجو.. بينما بعض الصيادلة المنحرفين يفتشون بنهم في مجلدات الفارماكوبيا عن عقاقير جديدة تصلح. متي اكتشف المدمنون أن أدوية السعال تحوي جرعة ممتازة من الكودايين؟.. بالطبع أخبرهم صيدلي بذلك، ومن اكتشف أن الترامادول يصلح لعمل «دماغ»؟.. أنا أتهم بعض الصيادلة المنحرفين، وأتهم كذلك بعض المحامين معدومي الضمير الذين تخصصوا في إخراج كل تاجر مخدرات من السجن «كالشعرة من العجين» بسبب أخطاء الإجراءات. لهذا السبب لم تجلب عقوبة إعدام تجار المخدرات مردودًا واضحًا. أتهم كذلك المعتقد الشائع أن المخدرات مقوية جنسيًا وهذا سبب قوي جدًا للتعاطي لدى شريحة كبيرة من الطبقات الفقيرة.. يجب أن نزيل هذا الوهم عن الأذهان

لقد غيرت المخدرات وجه مصر وسوف تغير مستقبلها بلا شك

الأرقام متضاربة جدًا لكنها مرعبة دائمًا.. في مصر يمكنك التعامل مع الأمور بطريقة (قليل - متوسط - زائد)، كأنك طبيب يصر علي قياس حرارة المريض بظهر يده. يقولون إن حجم تجارة المواد المخدرة بلغ نحو 18.2 مليار جنيه في عام واحد. ما يتم إنفاقه علي المواد المخدرة تصل نسبته إلي 2.5 في المائة من عوائد الدخل القومي، أو هو نحو 79.5 في المائة من دخل قناة السويس، و32.8 في المائة من عائدات الصادرات المصرية و41.3 في المائة من عائد السياحة و46.9 في المائة من تحويلات المصريين بالخارج . معني هذا أننا ننفق علي المزاج العالي كل دخل قناة السويس تقريبًا ونصف ما يأتي من السياحة. الحكومة المصرية تقدر نسبة ما يباد أو يصادر من المخدرات بـ 30% من الكمية الإجمالية وهي نسبة معروفة عالميًا علي كل حال لا يمكن تجاوزها. الخبر الجميل هو أن الكميات التي تُضبط تزداد لكن سعر البانجو لم يتأثر مما يعني زيادة حقيقية في الإنتاج

من الأشياء التي لم أكن أعرفها أن عقار «الاكستازي» يتزايد في مصر، وأن عقار الروهيبنول موجود عندنا. الروهيبنول مشهور جدًا في الخارج لأنهم يسمونه بعقار الاغتصاب.. حيث يدسه الشاب للفتاة في الشراب فلا تعرف أي شيء عما يجري لها. تخيل ما قد يسببه هذا العقار في مجتمعنا

بين كل مائة شاب هناك 16 يجربون المخدرات، وهناك 4 من هؤلاء يدمنون. عدد مدمني الهيروين في مصر يتراوح بين 20 و30 ألفًا

المخدرات تتزايد بلا شك.. تعرف هذه الحقيقة وأنت ترى هذه العيون المحمرة المنتفخة والنظرة الرخوة الثقيلة في كل مكان. ولسوف تتزايد مع الضغوط الاجتماعية والبطالة والآباء المقيمين بالخارج مكتفين بمنح أولادهم المال، وتزايد معدلات الطلاق والتفسخ الأسري، ولسوف نقابل أكثر من سائق قطار لم يضع الجزرة في السنين المقبلة. ما أعرفه أنا هو أنني سأكتب عن هذا الموضوع مرارًا، وسأراقب أولادي جيدًا جدًا داعيًا الله أن يحفظهم من تجربة سيجارة البانجو الأولي أو قرص الإكستازي الأول، إلي أن تقضي الحكومة -بعون الله- على البطالة والفقر والمرض والجهل وتجارة المخدرات

Friday, November 13, 2009

قرأت مؤخرا - الحافة

نتكلم هنا عن كتاب قرأته مؤخرا ... عندما لم تعد الديناصورات تجوب المستنقعات المغطاة بالسراخس... نتابع فى هذه السلسلة كتابات الرائع كالعادة د أحمد خالد توفيق

و لكن على عكس المعتاد لن نجد هنا رابطا لتحميل نسخة من الكتاب... لئلا نضيع حقوق الملكية... و لما يسببه ذلك من ضرر للكاتب و للناشر و بالتالى لنا نحن... القارئ

* الترتيب هنا هو فقط ترتيب قراءتى أنا لتلك الكتب و الروايات لا أكثر و لا أقل *

===========================



د أحمد خالد توفيق - م سند راشد دخيل

دايموند بوك

هذه مجموعة من المواضيع يربطها شيء واحد، هو أنها حقائق اقتربت من الخيال جدًا. قصص لا تُصدق عن علماء قساة وعن ابتكارات بسيطة عبقرية و عن أشخاص مشوهين. الديناصور الأخير، والفلاح الذي ولد بركان في حقله، والاختراع الذي لا يعرف أحد أنه من ابتكار إديسون، والوجبة اليابانية غالية الثمن التي يجازف آكلها بحياته، والغوريلا المتكلمة. و حلم العلماء بالطيران و  قصة الهروب التي أذهلت العالم و  كشف خدع فن الوهم و جاك السفاح وعلاقته بالماسونية، والألعاب التي صنعت مليونيرات من مبتكريها، ولغز اغتيال بونابرت .. إلخ … إنها الحافة بين العلم و الخيال حيث عدم التصديق أقرب للطبيعة البشرية من التصديق، وبرغم هذا يجب أن تصدق لأن هذا كله حقيقى... حقيقى تمامًا

===========================

كتاب مختلف... بأسلوب جديد... تشعر و كأنك تقرأ للدكتور أحمد لأول مرة... و بالطبع بدا هذا متوقعا لأن الموضوع جديد... و لوجود كاتب آخر رائع كالمهندس سند... و هذا التنوع هو ما أثرى العمل و جعله شيقا ممتعا

الكتاب مع أخويه "موسوعة الظلام" و "هادم الأساطير" مجموعة رائعة تستحق القراءة و الاقتناء... و لكن لم أجد الأخريين حتى الآن

Wednesday, November 11, 2009

شخص مهم - 3


====================================


بالفعل سمع صوت الكلام وأن هناك من يتحرك في الغرفة، وأن هناك من يقف جوار الفراش. هذه المرة لم ينهض بل فتح جفنيه ملليمترًا واحدًا

في الضوء الخافت القادم من الممر رآهم.. كانوا هم.. نفس مجموعة الصباح التركية، وكانوا يقفون في الغرفة.. فجأة رأى واحدة تدنو منه مصوبة الكاميرا وتلتقط له عدة صور، فحاول جاهدًا ألا يفتح عينه



ما معنى هذا؟.. كيف دخلوا هنا؟
لو تحرك لفتكوا به على الأرجح لأنهم أكثر منه عددًا.. لا سبيل للنجاة سوى أن يتظاهر بالنوم
سمع صوت (أدونيس) يقول
"دافني.. هذا كاف"
قالت وهي تفتح خزانة الثياب
"لا أصدق أن هذه ثيابه.. هذا حذاؤه.. هذه جواربه.. شيء مذهل فعلاً"

كان (ثروت) ضيق الأفق كما قلنا؛ فلم يعلق أهمية على كونهم يتكلمون العربية فيما بينهم، كما يحدث في الأفلام عندما يتكلم القادة النازيون الإنجليزية حتى في اجتماعاتهم المغلقة.. كان التفسير سهلاً عنده.. يتكلمون العربية لأنها أسهل في الفهم
قالت (نيتوكريس)ـ
 "هل أنتم واثقون من أنه لا خطأ هنا؟"
قال (أياد) بصوته الغليظ المميز
"طبيب يدعى (ثروت البربري) في مستشفى (........) التعليمي، وفي العام 2010.. هل هناك احتمال خطأ؟"
(قالت (نيتوكريس
"لا يبدو لي شخصًا مهمًا"
قال (أدونيس) بلهجة قاطعة
ـ"كل الأشخاص المهمين في التاريخ لم يبدوا كذلك في البداية.. لم يكن أحدهم يطير أو يخرج نارًا من فمه.. (أنور السادات) كان مجرد سائق لوري يضع على رأسه طاقية صوفية.. (بنيامين فرانكلين) كان رث الثياب مضحكًا فسخرت منه فتاة في الشارع، والغريب أنها تزوجته بعد ذلك!.. هيا بنا!"ـ

وسرعان ما ساد الصمت، وفتح (ثروت) المذهول عينيه ليجد أنهم رحلوا
ما معنى هذا الكلام؟

هل هم مجانين؟.. هل هم لصوص؟

تذكر طريقتهم في الاستماع له والتقاط الصور في كل لحظة، وبدأ يشعر بتوتر.. يتصرفون لا كطلبة يبغون العلم بل كسياح في موقع أثري!.. نعم.. هذا هو الشيء الذي لم يعرف كيف يعبر عنه من قبل... لكن لماذا؟

هو عظيم.. يعرف هذا جيدًا، لكن من قال لهم؟.. لم يجد الوقت ليفعل شيئًا يكشف هذه العظمة؛ فما سر هؤلاء؟.. كيف دخلوا الغرفة وكيف خرجوا منها؟

في الصباح كان متوترًا محمر العينين، وظهر هذا في طريقة تعامله معهم. كان عصبيًا لدرجة أنه هشم أنبوب اختبار به مصل واخترق الزجاج يده.. إنه عاجز اليوم عن القيام بعمله بشكل صحيح.. برغم هذا التقطوا ليده عدة صور كأنهم يصورون إحدى البرديات

في النهاية لف يده بالشاش وانفرد بـ (دافني) في ركن المختبر جوار جهاز (إليزا)، فقال لها
"الآن أريد تفسيرًا"

نظرت له في دهشة، فقال ضاغطًا على كلماته
"لن تخدعيني.. أنتم تتسللون لغرفتي ليلاً"
"من الذي.....؟"
"أنا أقول.. لو لم تفسري فسوف أحكي كل شيء للمدير وأطلب إعفائي من تعليمكم"



هتفت في جزع
"أرجوك.. لا"

ثم ساد صمت ثقيل.. ظلت تنظر للأرض ثم رفعت عينها وقالت
ـ"يصعب أن أشرح كل شيء.. أنت لا تفهم معنى السياحة التاريخية. لو أنك منحت الفرصة للعودة إلى زمن كليوباترا والحديث معها والتقاط الصور فهل تفعل؟"ـ
"لا.."

اندهشت من الرد الأحمق، فعادت تقول
ـ"ليكن.. بعض الناس يرغبون في ذلك.. فلنقل إنني ومن معي لسنا من هذا الزمن أصلاً.. جئنا لهذه الفترة كي نلتقي بك ونصور كل شيء.. حياتك.. طريقة تفكيرك.. عملك.. ألم تلحظ اختفاء أقلامك ومناديلك وسماعتك الطبية؟.. إننا نجمع هذه الأشياء.. سوف تساوي ثقلها ذهبًا في عالم الغد.. العالم الذي جئنا منه"ـ

لم يفهم شيئًا على الإطلاق سوى أنهم لصوص.. عاد يسأل
"والورقة التي كلفنا بها السيد وكيل الوزارة؟"
"مزورة.. "
"ولماذا؟.. لماذا أنا بالذات؟"

اتسعت عيناها وقالت
"لأنك. لأنك مهم جدًا.. سوف يتغير تاريخ العالم بسببك"

.......

يتبع

Tuesday, November 10, 2009

قرأت مؤخرا - حظك اليوم


نتكلم هنا عن كتاب قرأته مؤخرا ... عندما لم تعد الديناصورات تجوب المستنقعات المغطاة بالسراخس... نتابع فى هذه السلسلة كتابات الرائع كالعادة د أحمد خالد توفيق

و لكن على عكس المعتاد لن نجد هنا رابطا لتحميل نسخة من الكتاب... لئلا نضيع حقوق الملكية... و لما يسببه ذلك من ضرر للكاتب و للناشر و بالتالى لنا نحن... القارئ

* الترتيب هنا هو فقط ترتيب قراءتى أنا لتلك الكتب و الروايات لا أكثر و لا أقل *

===========================



مجموعة قصص

دايموند بوك

اثنا عشر برجا
اثنتا عشرة طريقة للموت
و لعنة تطاردك في كل صوب
تمر بالأطوار المعتادة : في البداية أنت لا تعرف.. بعد هذا أنت لا تلاحظ.. ثم تلاحظ فلا تصدق .. ثم تصدق فلا تعرف ما ينبغى عمله

يقول الغربيون أنك لا يمكن ان تكون حذرا أكثر من اللازم، و هذه القصص تطبيق عملي صادق لصحة هذه المقولة

===========================

لكن هؤلاء المحررين الشباب اقتربوا جدا من الحقيقة، و تسببوا بشكل ما فى موت مشعوذ شرير نصاب هو "عدنان" فطاردتهم اللعنة و أصبح كل منهم مطاردا... حتى قتل كلا منهم برجُه

مجموعة شيقة من القصص حول مطاردة الموت و السحر الأسود تذكرك بالفيلم الشهير
Final Destination
و لكن مع تيمة جديدة هى أن ما يطارد كلا منهم ليس سفاحا أو قاتلا... و إنما يهرب كل منهم من برجه

المعركة الخطأ.. كالعادة

يحكي «محمد حسنين هيكل» في كتاب «1967 الانفجار» عن الزيارة العاصفة التي قام بها الرئيس الجزائري بومدين إلي موسكو يوم 12 يونيو عام 1967، ورائحة البارود تملأ الأجواء ممزوجة برائحة دماء الشهداء المصريين التي بللت الرمال. علي الفور طلب من القادة السوفيت ألا يقيموا له حفلات تكريم أو أية مآدب غداء أو عشاء. ثم قابل بريجنيف ليقول له
ـ «أنا لم آت هنا كي آكل، بل جئت كي أفهم.. ما حدود الوفاق بينكم وبين الأمريكان ؟.. أنتم تتصرفون بمنتهي الضعف، بينما الأمريكان يتصرفون بمنتهي القوة!»ـ

احتج كوسيجين، فانفجر بومدين صائحًا
ـ«لو تصورتم أنني هنا لأجاملكم فأنتم مخطئون .. لسنا نحن الذين هزمنا وحدنا، بل هزمتم أنتم معنا. لقد تركتم ما حدث يحدث دون أي رد فعل سوى البيانات»ـ

قال بريجنيف
«الاتحاد السوفيتي قدم للعرب ما هو أكثر .. قدم لهم السلاح لكنهم لم يحسنوا استخدامه»

قال بومدين في غضب
«ليكن .. نحن العرب لا نحسن سوى قيادة الجمال، فلم لا تروننا أنتم ما يمكن عمله؟»

«نحن قدمنا لكم ما طلبتم بأسعار مريحة .. وأنتم لم تسددوا حتي ربع الثمن»

هنا أخرج بومدين شيكًا بمائة مليون دولار وألقاه في وجوههم وقال
«كنت انتظر هذه الملاحظة لذا طلبت من وزير المالية الجزائري هذا التحويل»

قال كوسيجين شاعرًا بالإهانة
«أنا لست تاجر سلاح كي تعاملني بالشيكات»

«لست أنا من بدأ بالكلام عن ربع الثمن ونصف الثمن»

انتهي اللقاء العاصف بمعجزة ما، وتقرر أن يسافر «بودجورني» إلي مصر للتفاهم مع عبد الناصر.. لقد حركت غضبة الرئيس الجزائري الصادقة هذه الدببة المتجمدة كي تتحرك. وتمر السنون وتأتي حرب 1973 لتشارك الجزائر بما يلي: خمسون طائرة بين ميح 21 و17 وسوخوي - 96 دبابة - 32 مجنزرة - 16 مدفعًا جويًا - 2115 جنديًا و812 ضابط صف و192 ضابطاً

هذا بعض ما قدمته الجزائر لمصر ولا يتسع المجال لذكره كله، أما الناحية الأخرى فأمر يعرفه الجميع لأن كل المدونات لا تكف عن كتابته: جمال عبد الناصر يستقبل بن بيلا عام 1954 ليؤكد له مساندة مصر الكاملة للثورة الجزائرية، ووضع إذاعة صوت العرب تحت تصرفهم. وقد استقر ثلاثة من قادة الثورة الجزائرية في مصر. قطعة الأسطول المصري «انتصار» تولت تهريب السلاح إلي الثوار عن طريق طرابلس، كما قامت مصر بشراء السلاح من المهربين الدوليين لتقديمه للثوار، وذلك عن طريق صفقات معقدة. وخصصت مصر قواعد عسكرية في مرسي مطروح وأسيوط لتدريبهم

كل هذه بدهيات ومن العجيب أن نعود لذكرها، لكن الوضع الكروي المشتعل والمنذر بكارثة علي شبكة الإنترنت وفي الصحف، يغري المرء بأن يذكر الناس ويذكر نفسه بما هي الجزائر .. الجزائر ليست الأخضر باللومي ولا من نظموا هذا النشيد الوقح .. الجزائر هي جميلة بو حريد وهي بومدين وبن بيلا وعبد القادر الجزائري.. سوف تنتهي المباراة بنتيجة ما، لكن تبقي مصر وتبقي الجزائر

الحقيقة أن المعطيات والنذر توحي بكارثة مقبلة أرجو أن يكون الأمن قد تهيأ لها جيدًا. للمرة الأولى أشعر بالارتياح، لأن وزارة الداخلية بهذه القوة. الشحن بلغ الذروة ضمن حملة «ارقصي يا خضرة» الشهيرة شديدة الكفاءة

وجدت مجموعة من مجاميع «فيس بوك» تهيب بالمصريين : «يا كل بلطجي وسفاح في مصر .. موعدنا يوم 14 نوفمبر كي نكرم المنتخب الجزائري الشقيق !!»، مع وعد بأن بلد المليون شهيد سيضيف 11 شهيدًا جديدًا .. وهناك دعوات كثيرة للشباب بالتجمع أمام فندق موفنبيك للتهليل والصراخ طيلة الليل بحيث لا يظفر الجزائريون بلحظة راحة واحدة

علي الجهة الأخرى فعل الجزائريون كل ما بوسعهم كي يستحقوا غضب الجماهير المصرية، فقد سخروا من كل مقدسات الشعب المصري، وحرقوا العلم المصري، وتشفوا بهزيمة 67 واعتبروا نصر 73 هزيمة أخرى، وفي حوار للأخضر باللومي - البلطجي الذي فقأ عين الطبيب المصري - مع جريدة الشروق الجزائرية يشك في أن «حسام حسن» مسلم أصلاً ..تصور الوقاحة

والأسوأ هنا أن الشتائم لم تعد تخص الفريقين أو المشجعين، بل صارت تخص البلدين معًا .يعني مصر التاريخية هي التي تتلقي الشتائم حاليًا علي شبكة الإنترنت، بينما اعتدنا أن يقول أي عربي ينتقد شيئًا في مصر: «تقطع رقبتي لو تكلمت عن مصر التاريخية، لكني أنتقد حكامها أو رياضييها أو فنانيها»ـ

أولاً: أنا أتهم إعلام البلدين بإشعال هذه النيران، وأحمله مسئولية أية خسائر في الأرواح تحدث يوم 14 نوفمبر. كالعادة يتلقف الإعلام أية هفوة ليصنع منها خبرًا دسمًا بغرض تسويد الصفحات وشغل ساعات الفضائيات، أما المشجعون فلهم رب يحميهم. عندما أقول لرجل إن فلانًا شتم امرأته ومد يده عليها، ثم أطالبه بالتريث وتحكيم العقل، فأنا غير جاد بالتأكيد .. ما سيفعله ببساطة هو أن يبحث عن أقرب سكين أو مسدس ويخرج أحمر العينين ليذبح فلانًا هذا. ما يقوم به الإعلام طيلة اليوم هو إبلاغنا أن الجزائريين شتموا نساءنا لكن علينا أن نتعقل ..دول برضه أشقاء يا جماعة

نغمة أخرى تضايقني كلما تعاملنا مع غير المصريين، هي نغمة «يا جربانين يا جعانين .. لحم أكتافكم من خيرنا».. يستعملونها مع كل الشعوب العربية كلما اشتد الخلاف، وهي نغمة مستفزة قد يصفح عنها بعض العقلاء، لكنها في النهاية تشحن النفوس بالضغينة، وتفقدك أي تعاطف لدي الجانب الآخر. من ثم يكون رد الفعل التلقائي هو: « لكن أين أنت اليوم ؟.. وإلي أي شيء صرت ؟»ـ

عندما قدمت مصر ما قدمته لليمن أو الجزائر أو..أو .. فعلت هذا لأنه دورها الطبيعي، ولأنها الشقيقة الكبرى التي من دونها ينفرط العقد، وعندما تراجع دور مصر وانكمشت خلف حدودها، عندها فقط بدأت نغمة «قدمنا لكم الكثير من قبل.. فماذا أخذنا منكم ؟». بومدين عندما تشاجر مع القادة السوفيت وألقي في وجوههم بمائة مليون دولار لم يكن ينتظر شيئًا من مصر، وهو في مأمن من الحرب بحكم بعده الجغرافي عنها، لكنه كان يدفع دين الدم واللغة والتاريخ

حتي بأبسط منطق نفعي، فالحياة لم تنته وكرة القدم أبدية، ولسوف يشرق علينا صباح يذهب فيه فريقنا القومي إلي الجزائر من جديد ، فكيف يكون الحال وقتها وكيف تضمن أمنه وسلامته، إذا أنت قطعت كل الجسور من أجل مباراة 14 نوفمبر هذه؟

من الغريب أن ترى كيف أن العرب بارعون في إضاعة الفرص وخسارة الصديق، وكيف انحدر بهم الحال من زمن كان العدو فيه واحدًا هو إسرائيل وأمريكا خلفها، إلي زمن تنشب فيه حرب فعلية لا ينقصها إلا الطيران والمدرعات من أجل مباراة قدم. ونتحول نحن إلى العدو الوحيد للجزائر، وتتحول الجزائر إلى العدو الوحيد لنا. دائمًا نختار العدو الخطأ سواء كان إيران أو الجزائر .. وكلا الشعبين - المصري والجزائري - مطحون مذعور مكتوم الأنفاس يخشى الغد، فيخرج توتره وغلبه في شكل شتائم تنهمر علي شاشة الإنترنت ..قالها المستكاوي العظيم منذ زمن بعيد: كل الشعوب المتخلفة تضفي أهمية وطنية مصيرية علي مباريات كرة القدم

يجب أن يتوقف طرف من الطرفين، ولسوف تكف هذه العجلة المجنونة عن الدوران. وليت الأخوة ذوي الدم الحامي والحس الوطني المتضخم الذين لا يقبلون الإهانات، يدخرون هذه العصبية القبلية للفساد والدكتاتورية ولإسرائيل ولمن أهان دينهم واغتصب نساءهم وذبح أطفالهم فعلاً

إن مصر أكبر من هذا فلا تهينوها بهذه الصغائر .. إن الجزائر أكبر من هذا فلا تخسروها بروح الانتقام البدائية هذه

Wednesday, November 4, 2009

شخص مهم - 2


====================================


أعتقد أن (ثروت) كان سيلاحظ ما هو أكثر لو كان أقل غباءا وضيق أفق

على أنه في المستشفى لاحظ أن هناك مجموعة غريبة من الأطباء لم يرهم من قبل.. كان هناك رجلان وثلاث نساء على درجة عالية من الجمال.. أعني كلهم طبعًا وليست النساء فقط.. كان لهم طابع غريب.. ليسوا عربًا لكنهم كذلك ليسوا أجانب.. التناقض الذي فسره البعض بأنهم أتراك

همسات عديدة ترددت في المستشفى عن سر هؤلاء.. خاصة أنهم دخلوا مكتب المدير وقضوا وقتًا طويلاً هناك، وفي النهاية خرجت سكرتيرة المدير تبحث عن (ثروت)ـ

سقط قلبه في قدميه. المدير لا يحتاج له أبدًا ولا يطلبه ولا يكلمه أصلاً، فماذا استجد؟

دخل المكتب ليجد مجموعة الأطباء الغريبة جالسة هناك، وكانوا يرمقونه في فضول

قال له المدير وهو يلوح بخطاب رسمي كئيب الشكل
ـ"د. ثروت.. وكيل وزارة الصحة يوصينا خيرًا بهذه المجموعة من الأطباء الأجانب التي ستمضي أسبوعًا معنا.. إنهم أتراك، وهم راغبون في أن يتابعوا عملك في المختبر.. لا تقلق من ناحية اللغة فهم يجيدون العربية"ـ

لماذا أنا بالذات؟.. هناك مختصون أقدم مني وأكثر خبرة. ولماذا هذا المستشفى فقير الإمكانيات بالذات؟.. لم يسمع أحد من قبل أنه مركز يأتيه الأجانب ليتعلموا. لكن (ثروت) كان مغرورًا كما قلنا لذا عرف السبب على الفور: إنه الأبرع والأرجح عقلاً

هكذا خرج مع مجموعة الأطباء شاعرًا بفخر جهنمي وهو يمشي بهم في طرقات المستشفى، ونظرات الفضول –ربما الحسد– تلاحقه. وكلما حاول أحد أن يتصل بهذه المجموعة كان يتولى هو الرد، كأنه زوج غيور لا يطيق أن يكلم أحد زوجته

وفي المختبر راح في خطورة يشرح لهم مدى عظمة ما يقوم به

أمسك أنبوب اختبار مليئًا بالمصل، وناوله أجمل طبيبة في المجموعة.. وتظاهر بأنه يسند يدها كي لا تهتز فأمسك بمعصمها، وسره أنها لم تحتجّ.. سألها
 "ما اسمك؟"



كان لها أنف أقنى جميل، ونظرة يمكن أن تذيب شمعة.. قالت له
 "دافني.."
 "عاشت الأسامي"

غبي كما قلنا؛ لهذا لم يلحظ أن للاسم طابعًا إغريقيًا.. مستحيل أن يكون هذا اسمًا تركيًا.  على كل حال عرف أن المجموعة تضم (أياد) و(أدونيس) -اسم إغريقي آخر-  و(ميريام) و(نيتوكريس).. وكانوا يتكلمون العربية بطلاقة مذهلة.. لا يوجد أدنى ظل من اللكنات الأجنبية

لاحظ أنهم يتابعونه في نوع من الإعجاب والوله، ويلاحظون كل شيء يقوم به. المدعوة (ميريام) التقطت له صورًا كثيرة فحرص على أن يبدو خطيرًا حاذقًا

جاءت ممرضة تحمل مجموعة من العينات، وسألت (نيتوكريس) بفضول شعبي محبب
"أين تقيمون؟"

هنا تدخل (ثروت) في عصبية صائحًا
"هذا ليس عملك!.. أية أسئلة توجه لي أنا فأنا المسئول عنهم.."

سألته الممرضة من جديد
"أين يقيمون؟"
"لا أعرف.."

هنا قال المدعو (أياد)ـ
 "فندق (.........)... إنه جميل جدًا"

لم يكن (ثروت) قد رأى فندقًا في حياته، لكنه تظاهر بأنه يعرف الفندق جيدًا وأنه سيقبله على مضض باعتباره ليس الأفضل
عند نهاية اليوم كانوا سعداء جدًا، وقد دنت منه (دافني) وطلبت في تأدب أن يوقع لها على الأوتوجراف. نظر لها في دهشة فقالت
"يشرفني أن يكون معي توقيع شخص مهم جدًا مثلك"



كان يوشك على البكاء.. سوف يتزوجها.. بالتأكيد سيتزوجها ويعود بها لقريته ليراها (البسيوني) و(الششماوي) ويحسداه. سوف تقول النساء العجائز لبعضهن (هذه زوجة الدكتور). هكذا وقع لها.. من جديد طلبت منه الاحتفاظ بقلمه للذكرى
"إلى الغد.."
"إلى الغد.."

عندما نام في تلك الليلة كان الفراش يعلو به ويهبط فخرًا.. قال لنفسه إن السحر المصري لا يقهر، فلا توجد أنثى غربية يمكنها مقاومة ذكر مصري وسيم وذكي مثله

سوف أتزوجها.. سوف أتزوجها.. حاول أن يتذكر اسمها فلم يستطع.. هكذا قال لنفسه إنه سيتزوج (دافية) هذه
وفي الثالثة صباحًا شعر بشيء غريب

.......

يتبع

Tuesday, November 3, 2009

المأدبة من جديد


من جديد بدأت موجة موسمية من الهجوم علي هيكل، مرة بسبب اقتراح وجيه ذكره عن تشكيل مجلس أمناء يشرف علي تعديل الدستور، وهو اقتراح جدير بالمناقشة، لكنه ضغط أكثر من اللازم علي أعصاب من يهمهم أن يبقي كل شيء كما هو، فالحياة باسمة والمستقبل واعد والمكاسب عال عال والأشيا معدن. هكذا خرج من يتهم الرجل بأنه عجوز مخرف وأنه يدعو للفوضى و .. و.. ومعهم كل الحق. هذا الرجل يريد أن يحرمهم من كل ما حققوه ويريد أن يضع الكلابشات في أيديهم . كل الناس تعتنق شعار (يا واخد قوتي يا ناوي علي موتي) بدءًا بسائق التاكسي وانتهاء بهؤلاء الذين يمزقون (هيكل) في صحفهم، وهو ليس بالشعار السيئ، لكن لماذا يأخذون قوتي وقوت أولادي كذلك؟

جاءتهم هدية أخرى مع كلمات ضيف بريطاني وصف حرب أكتوبر بأنها هزيمة، وقيل إنه قال هذا جوار هيكل، فظل الأخير صامتًا كما صمت السادات من قبل وراح يمضغ الغليون بينما بيجين يؤكد أن أجداده هم بناة الأهرام. كلام البريطاني مستفز ضيق الأفق لكنه يلخص الانطباع الغربي عامة، ويمكنك أن تبحث عن (حرب كيبور) علي شبكة الإنترنت لتعرف أن الرجل يردد ما يقوله الغربيون. رأي الرجل لن يغير الحقائق لو كنا انتصرنا، وانفعالنا لن يغير الحقائق لو كنا هزمنا، والأهم أنهم أغفلوا ذكر اعتراض هيكل علي ما قاله الرجل .. هيكل اعترض وأرغم الرجل علي تخفيف لهجته، لكن ذكر حقيقة كهذه لا يفيدهم في شيء. شعار المرحلة هو (اشتم هيكل) .. هذه هي مسوغات قبولك وصعودك لدى الحكومة

لما كان عيد التهام هيكل قد عاد من جديد - أعاده الله علي الأمة العربية بالخير - فإنني أطلب إذنك في إعادة نشر مقال لي، أري أنه يعبر عن كل ما أريد قوله

هذه الليلة سوف أدعوك علي العشاء .. صحيح أن الكثيرين سبقوك ولسوف تكون كالأيتام علي مآدب اللئام، ولكن بوسعك دومًا أن تظفر بلقيمة ما .. هات معك سلاطة الطحينة ورغيفين من الخبز، ولا بأس بشوكة وسكين لو كنت ممن يحرصون علي الإتيكيت

إن المأدبة فريدة وقد أقامها عدد من الكتاب منذ زمن بعيد، والطبق الرئيس هو كاتبنا الكبير (محمد حسنين هيكل). هناك حفل دائم منعقد لتمزيق الرجل وتشويه سمعته وتشكيك الأجيال الجديدة في قيمته

هيكل ليس ملاكًا وبالتأكيد ليس صنمًا يُعبد، لكنه كذلك ليس مصدر كل مشاكل مصر الحالية، ولم يسبب تصادم القطارات وإنفلونزا الخنازير وهبوط البورصة . الرجل كذلك لا يهوى أن يضيع وقته وتتسخ ثيابه الأنيقة وسط الغبار في معارك لا منتصر فيها ولا مجد. حضرت ثلاث ندوات له في معرض الكتاب بالقاهرة، ورأيت تأثيره المغناطيسي الغريب في الحضور، لكني كذلك رأيت طريقته .. كان هناك شاب متحمس مبلل بالعرق يصرخ في جنون لسبب لم أفهمه .. وهو يطلق عبارات الهجوم المختلطة باللعاب في وجه هيكل علي بعد خمسين سنتيمترًا أو أكثر قليلاً. لكن هذا الأخير لا ينظر نحوه ولا يعلق أو يندهش أو يغضب أو يخاف .. أنت غير موجود .. أنت لا شيء ما دمت اتخذت الصراخ أسلوبًا والهستيريا قانونًا .. ويبدو أنه مخلص لهذا الأسلوب جدًا لهذا لا أتوقع أن يرد علي هذه المأدبة التي دعا الآخرون أنفسهم لها

الاتهام الدائم الذي يلاحق هيكل هو أن قربه من عبد الناصر أعطاه ما لا يستحق من مكانة، وهذا كلام لا بأس به، لكن لماذا يبقي الرجل طافيًا بعد كل هذه الأعوام ومنذ ابتعد عن السلطة عام 1975 ؟.. هل سلطة عبد الناصر كاسحة لهذا الحد وتتجاوز الأزمان والمسافات، لدرجة أنها قادرة علي إرغام الناشرين الأجانب علي ملاحقة الرجل ؟.. من ضمن الاتهامات التي وجهت له عندما سجنه السادات وصار غير قادر علي الرد تهمة أنه يبيع الكلمة بدولار. لو صح هذا فلماذا يشتري الناشر الأجنبي الكلمة بدولار ؟.. لأنها تستحق ذلك

الحقيقة ببساطة هي أن هيكل يستفزهم؛ لأنه برهن علي أنه قادر علي النجاح من دون عبد الناصر وفي مواضيع بعيدة عن عبد الناصر.. كتب عن ثورة إيران وعن الشاه وعن ملك إسبانيا وعن كلينتون وبوش وثاتشر و.. وما يدور خلف أبواب البيت الأبيض المغلقة .. لو قرأت كتاب (إيران علي حافة البركان) الذي كتبه هيكل قبل الثورة وقبل لقاء عبد الناصر وقبل كل شيء، لعرفت لماذا استحق الرجل كل هذا المجد

إن هيكل ببساطة إهانة لهؤلاء بثقافته الواسعة وسعة تجربته.. لم يغفروا له قط هذا النجاح كما لم يغفروا له أنه بصحة طيبة - أعطاه الله طول العمر - وما زال تفكيره ممنطقًا مرتبًا وقد حسبوا أنهم تخلصوا منه فعلاً. لكنه اليوم يجلس أمام الكاميرا ليتكلم بالتفصيل، وكلامه بالغ الأهمية سواء صدقت كل شيء أم مارست الانتقاء، لكنهم ببساطة لا يريدون له أن يتكلم اليوم ولا غدًا، لدرجة أن أحد منتقديه كتب يقول (أستاذ هيكل ، لقد أكثرت ولم نعد نطيق حديثك .... لماذا لا تسكت أو تتنحي كما تنحي صديقك؟ وكفى). والسؤال هو :لمن ضمير المتكلم هنا ؟ .. لماذا لا تتكلم عن نفسك من فضلك ؟

إن هؤلاء السادة لا يقرأون كما هو واضح .. فقط هم يعيشون وسط أبخرة الحقد الصاعدة للرءوس ومئات الكتب غير الموثقة التي تحكي كلامًا علي غرار (كنت جالسًا مع سيد الشماشرجي عندما دخل علينا عبد الحميد جودة .. هناك كاذبون يزعمون أنني كنت جالسًا مع الششماوي، لكن هؤلاء مغرضون يتلقون مالاً من الخارج)ـ

علي عكس مما يقول الكثيرون قدم هيكل كتاب (بين الصحافة والسياسة) الذي يحكي بالتفصيل وبالوثائق قصة اتهام مصطفي أمين بالتجسس، قدمه في حياة الرجل وحياة أطراف كثيرة، داعيًا من يملك أن يسكته أن يرد .. بدا لحظتها كفارس يدور حول الأسوار طالبًا أن ينزل له أحد الكماة أو الصناديد للنزال، لكن أحدًا لم ينزل مفضلين ترك الأمور تنسي من تلقاء نفسها . تهمة العمالة جاهزة وسهلة جدًا؛ لأنه لا يوجد شرفاء في رأي هؤلاء القوم، فلابد أن هيكل قد دفع لي ثمن مقالي هذا

يقول ذلك الموقع كذلك : «مشكلة هيكل الأساسية علي الصعيد المهني أنه اعتمد في بناء مجده وخبرته المهنية علي شراكته غير المعلنة لعبد الناصر........... غير أن هذا بالضبط ما كان سببا للضعف المهني لهيكل ، لأن اعتياده علي الحصول علي المعلومة الخطيرة والسهلة أورثه الكسل الذهني وضعف عملية المران في التحليل السياسي، وحتي الآن إذا حاول اقتحام أي مشكل مصري داخلي أو عالمي جديد لتحليله أو طرح رؤيته تجاهه أتي بالعجائب المثيرة للسخرية ، مثل حديثه المضحك عن مرتكبي أحداث سبتمبر بأنهم ناشطون من الصرب ». أنت رأيت وقرأت (هيكل) .. تكلم كما شئت عن الصدق أو الأمانة في العرض، لكن هل هذا رجل (كسول ذهنيًا وضعيف في التحليل السياسي ) حقًا ؟... علي فكرة كلامه عن أحداث سبتمبر هو نقل لما كان يدور في أوساط أوروبية وليس كلامه هو، ثم يقول ذات الموقع ( وعندما صدرت مجلة وجهات نظر وجرب أن يكتب فيها مقالا شهريا تحليليا كشف ضحالته الشديدة في هذا المجال).. هل حقًا قرأت مقالاته في وجهات نظر يا أستاذ ؟.. قلها بأمانة ..هذه المقالات تعتبر ذروة نضج هيكل واكتمال رؤيته للعالم، ولا يجب أن يكون عدوك ضحلاً لأنه عدوك

أما عن برنامج هيكل الأسبوعي في قناة الجزيرة - والكلام لرئيس تحرير ذات الموقع - فقد تصور الرجل (أنه سيقيم الدنيا ولن يقعدها، غير أن البرنامج مر عليه سنوات وهو «بارد» و«عادي» وقريب الشبه بالبرنامج التليفزيوني الشعبي حكاوي القهاوي). هل حقًا تصور هيكل أن برنامجه سيقيم الدنيا ولا يقعدها وأن الشوارع ستخلو ساعة إذاعة البرنامج وتغيب الفتيات عن وعيهن ويتشنج الرجال من التواجد ؟... لا أعتقد أنه بهذه السذاجة .. البرنامج تحليل عقلاني هادئ للتاريخ كما رآه، فشاهده يا أخي أو غيِّر القناة .. أنت حر

طبعًا تنهمر التعليقات المؤيدة حتي تحسب أن مصر كلها صارت رجلاً واحدًا يتمني إعدام هيكل في ميدان عام.. هذا مطلب جماهيري إذن. أرسلت ثلاثة تعليقات تنصف (هيكل) بثلاثة أسماء مختلفة فلم ينشر حرف منها بالطبع

قلت لك إنها مأدبة .. مأدبة ممتازة والدعوة عامة .. فقط عليك أن تثبت أن لديك أسنانًا حدادًا وقدرًا لا بأس به من الغل والحقد المهني، وقدرة علي قلب الحقائق واتهام الشرفاء بالعمالة والموهوبين بالسطحية ... فقط تعال تجد ما يسرك

Sunday, November 1, 2009

حاجات مشينة و مخجلة

بص و طل - 1 نوفمبر 2009

رسوم: فواز

إيه ده؟! إيه اللي الفضائيات بتعرضه ده؟ حاجات مشينة.. حاجات مخجلة.. إزاي يعرضوا الكلام ده ويخش البيوت؟ إهيء إهيء