قصاصات قابلة للحرق

ابحث معنا

Wednesday, September 29, 2010

جولة فنية


المغامرون الخمسة وتختخ وشوارع المعادي !.. أعتقد أن هذه السلسلة الممتعة التي أبدعتها عبقرية (محمود سالم) قد تركت علامة لا تُمحي لدي كل مراهق بدءًا من سبعينيات القرن الماضي. كنت أنا في المدرسة الإعدادية، أتابع بنهم مغامرات الصبي البدين تختخ الذي يكلفه رئيس المباحث شخصيًا بمهام شديدة الخطر. ولأن محمود سالم عبقري، فقد قدم لنا في أحد الألغاز (نسيت اسمه للأسف) عملية سطو علي متحف محمد محمود خليل.. لقد عرفت بوجود المتحف للمرة الأولي من ذلك الكتيب. اللوحة التي سرقت في القصة كانت أزهار الخشخاش لفان جوخ !.. الأجمل أن سارقها أعادها للشرطة مرة أخري مع بطاقة صغيرة كتب عليها بأناقة أنها (مزيفة)!.. لقد اكتشف السارق أن اللوحة سرقت من قبل وأن اللوحة التي سرقها لا قيمة لها

Wednesday, September 22, 2010

حسب الهوية


أتذكر راجفًا القصة التي حكاها لي أحد المصريين عن صديق له، ذهب إلي بيروت للهو في أعوام الحرب الأهلية المنحوسة. ركب سيارة نقل عام فكان من حظه الأسود أن استوقفتها في شارع جانبي مجموعة من الشباب الملثمين المدججين بالسلاح .. راحوا ينزلون ركاب السيارة واحدًا واحدًا فيسألونه عن ديانته ويفحصون أوراقه، والمشكلة هي أن باقي ركاب السيارة لا يعرفون الإجابة .. هذا يتركونه ينصرف، وهذا يأخذونه علي جنب إلي جوار الجدار فيذبحونه بالسونكي كالدجاجة .. كان هذا كمين «إعدام حسب الهوية» من الكمائن التي انتشرت في لبنان وقتها. قل لي بربك ما هي الإجابة الصحيحة؟.. ما هي الإجابة الصحيحة؟.. بسرعة !.. هل الصواب أن تكون مسلمًا في هذه اللحظات أم مسيحيًا؟.. لم يعرف صاحبنا الإجابة قط لأن دوره جاء .. وعندما وقف وسط الجثث المذبوحة لمن سبقوه، وعندما طلبوا منه أوراقه ظهرت دورية من الشرطة؛ ففر المعتدون ونجا بمعجزة شبه سينمائية.. عاد المصري علي الفور إلي وطنه، ويحكي صديقي أنه ظل أعوامًا يجلس في غرفة خافتة الإضاءة يحملق في الجدار ولا يتكلم .. لقد احترق جهازه العصبي ولا تثريب عليه 

Saturday, September 18, 2010

كلهم ناجحون



كقاعدة لم ألق قط حتى اليوم عربياً هاجر للخارج وفشل

صديقي هذا لم يكن طالباً متميزاً قط في أية لحظة من لحظات الدراسة. أذكر أننا كنا في مشرحة الكلية قبل امتحانات التشريح النهائية، فاقتحم المكان في حماسة حتى بلغ الجثة.. فأشار إلى شريان عملاق في البطن وتساءل
ـ «ما اسم هذا الشريان؟»

نظرنا له في عدم فهم وحسبنا أنه يمزح، ثم قلنا له أنه الشريان الأبهر (الأورطى)، وهو شريان معروف أعتقد أن أي صبي في العاشرة يعرفه.. لولا ما في ذلك من مبالغة لاعتقدت أن اسمه مكتوب عليه. فبدت عليه الراحة وقال وهو يتنهد
ـ «هذه معلومات كافية لهذا اليوم!»

Tuesday, September 14, 2010

وداعا أيها الشيخشاب


هذه من المرات القليلة التي يشعر فيها المرء بالاختناق لأنه يكتب مقالاً أسبوعيًا وليس يوميًا. منذ البداية أعتبر كتابة مقال يومي همًا مقيمًا والسبيل الأقصر لدخول العناية المركزة.. إنها ذات وضعية المدين الذي يقضي حياته هاربًا أو مهمومًا.. لكنه لا يتعامل بالمال بل يتعامل بالأفكار. إلا أن الأحداث تتلاحق أحيانًا بشكل مضن وسريع، بحيث تشعر بأنك بحاجة لمقال يومي -حتي لو كان قصيرًا جدًا- يواكبها

هناك موضوع «البرادعي» والصور العائلية التي استخدمها البعض للتشهير به، وهناك مسلسل الجماعة الذي أثار انتباه الجميع بدقة صنعه وبراعته، وإن بدت الحلقات الأخيرة أقرب لتصفية الحسابات التي توقعها الجميع علي كل حال، حتي حسبت أحيانًا أنني أرى الفصول الأخيرة من فيلم (الوجه ذو الندبة) أو (الأب الروحي). هناك كذلك قضية كاميليا التي تشتعل بها النفوس والتي تحتاج لتفسير واضح بكلمات واضحة. هناك قضية زهرة الخشخاش التي يتكلم عنها الجميع، بين مذهول لأن لوحة بهذه الأهمية تختفي بهذه البساطة، وبين مذهول لأنه لا يتصور أن تساوي قطعة قماش خمسين مليونًا ويري أن القصة كلها (هيافة) لا شك فيها

Wednesday, September 1, 2010

مصحة الدكتور أنطوان - 6


===============================


رفع الأستاذ سامي عينيه عن رقعة الشطرنج.. كان ينظر لنا في دهشة وقد وقفنا في حجرته/زنزانته.. بدا هشًا ضعيفًا جدًا.. قالت له نادية وهي تجلس على حافة الفراش

ـ"أنت طبيب.. الأطباء والممرضات بالخارج هم المجانين الذين استولوا على المصحة.. أليس كذلك؟.."ـ

ارتجفت شفته السفلى، وخُيّل لي أن في عينيه نظرة أمل.. فأردفت نادية
ـ"لقد حطموك بالتعذيب حتى لم تعد تجرؤ على الكلام.. لا تجرؤ على الاعتراف.. لكننا سنحررك"ـ

المختار من المختار


هذه‏ ‏المرة‏ ‏أرجو‏ ‏أن‏ ‏تعد‏ ‏لي‏ ‏كوبا‏ ‏حقيقيا‏ ‏من‏ ‏الشاي‏ ‏بدلا‏ ‏من‏ ‏هذا‏ ‏الماء‏ ‏الأصفر‏ ‏الساخن‏ ‏الذي‏ ‏تعده‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏مرة‏. ‏الشاي‏ ‏الجيد‏ ‏في‏ ‏رأيي‏ ‏هو‏ ‏الذي‏ ‏تمسك‏ ‏بالكوب‏ ‏منه‏ ‏فلا‏ ‏ترى‏ ‏أصابعك‏ ‏من‏ ‏الجهة‏ ‏الأخري‏.. ‏ويجب‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏كميته‏ ‏قليلة‏ ‏جدا‏.. ‏فأنا‏ ‏غير‏ ‏راغب‏ ‏في‏ ‏الانتحار‏..‏

سوف‏ ‏أحكي‏ ‏لك‏ ‏اليوم‏ ‏قصة‏ ‏جميلة‏ ‏قرأتها‏ ‏قديما‏ ‏في‏ ‏مجلة‏ ‏المختار‏ ‏من‏ ‏الريدرز‏ ‏دايجست‏.. ‏مجلة‏ (‏المختار‏) ‏كانت‏ ‏تصدر‏ ‏عن‏ ‏دار‏ ‏أخبار‏ ‏اليوم‏ ‏في‏ ‏مصر، ‏وكانت‏ ‏مهمتها‏ ‏أن‏ ‏تقدم‏ ‏لنا‏ ‏وجها‏ ‏جميلا‏ ‏للسياسة‏ ‏الأمريكية‏ ‏والحياة‏ ‏في‏ ‏أمريكا‏.. ‏مجلة‏ ‏لها‏ ‏نفس‏ ‏سحر‏ ‏مارلين‏ ‏مونرو‏ ‏ونفس‏ ‏مذاق‏ ‏الكولا‏ ‏وظرف‏ ‏ميكي‏ ‏ماوس‏ ‏ودونالد‏ ‏دك‏، ‏ولأسباب‏ ‏كهذه‏ ‏كانت‏ ‏بعض‏ ‏علامات‏ ‏الاستفهام‏ ‏تحوم‏ ‏حولها‏ ‏دائما‏، ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏الزمن‏ ‏كانت‏ ‏لفظة‏ (‏العالم‏ ‏الحر‏) ‏لها‏ ‏مذاق‏ ‏استعماري‏ ‏أمريكي‏ ‏خانق‏، ‏وكان‏ ‏موقف‏ ‏أمريكا‏ ‏ملتبسا‏، ‏فهي‏ ‏مازالت‏ ‏واعدة‏ ‏كمحررة‏ ‏العالم‏ ‏بعد‏ ‏الحرب‏ ‏العالمية‏ ‏الثانية‏، ‏لكن‏ ‏بعض‏ ‏الأنياب‏ ‏بدأت‏ ‏تظهر‏ ‏مع‏ ‏مشاكل‏ ‏كوبا‏ ‏وقصة‏ ‏خليج‏ ‏الخنازير‏ ‏وغزو‏ ‏لبنان‏ ‏وسحب‏ ‏تمويل‏ ‏السد‏ ‏العالي‏ ‏ووقف‏ ‏تصدير‏ ‏القمح‏.. ‏إلخ‏.. ‏ثم‏ ‏زاد‏ ‏الطين‏ ‏بلة‏ ‏مع‏ ‏قضية‏ ‏مصطفي‏ ‏أمين‏ ‏الشهيرة‏، ‏وفي‏ ‏لحظة‏ ‏ما‏ ‏توقفت‏ ‏تلك‏ ‏المجلة‏ ‏لأعوام‏، ‏ثم‏ ‏عادت‏ ‏لنا‏ ‏هذه‏ ‏المرة‏ ‏من‏ ‏بيروت‏.. ‏وأشهد‏ ‏أن‏ ‏الصورة‏ ‏الأولي‏ ‏للمجلة‏ ‏بطباعتها‏ ‏الرخيصة‏ ‏وألوانها‏ ‏الباهتة‏ ‏وورقها‏ ‏الذي‏ ‏لايصلح‏ ‏ورقا‏ ‏للجرائد‏، ‏كانت‏ ‏أروع‏ ‏وأكثر‏ ‏إمتاعا‏.. ‏دعك‏ ‏من‏ ‏ترجمتها‏ ‏الرشيقة‏. ‏الترجمة‏ ‏اللبنانية‏ ‏تثير‏ ‏أعصابي‏ ‏غالبا‏، ‏خاصة‏ ‏عندما‏ ‏تتحول‏ ‏السويد‏ ‏بمعجزة‏ ‏ما‏ ‏إلي‏ (‏أسوغ‏)، ‏والطماطم‏ ‏والخيار‏ ‏يصيران‏ (‏بندورة‏) ‏و‏(‏كبيس‏) ‏بالترتيب‏، ‏واللبان‏ (‏علكة‏)، ‏ويظهر‏ ‏ممثل‏ ‏اسمه‏ (‏غريغوري‏ ‏بيك‏) ‏وآخر‏ ‏اسمه‏ (‏كلارك‏ ‏غابل‏)، ‏دعك‏ ‏طبعا‏ ‏من‏ (‏البوظة‏) ‏التي‏ ‏هي‏ ‏الآيس‏ ‏كريم‏ ‏بالترجمة‏ ‏اللبنانية‏، ‏بينما‏ ‏عندنا‏ ‏تعني‏ ‏كارثة‏ ‏وليلة‏ ‏في‏ ‏التخشيبة‏