قصاصات قابلة للحرق

ابحث معنا

Monday, October 29, 2012

للمرة الثانية



كل عام وأنت بخير.. كنت أطالع بعض الصحف مؤخرا فبدا لى أن الصحافة المصرية أفاقت بصعوبة من صدمة الثورة، وبدأت -ورأسها يترنح- فى استعادة دورها فى نفاق الحاكم وتفخيم كل قرار له. بداية جديدة نعم لكنها تتحرك على ذات الدرب اللعين، وهكذا تذكرت من جديد هذا المقال الذى نشر منذ زمن فى جريدة الدستور بعنوان (لعنة البدايات الجديدة). اسمح لى بان أذكرك به

Tuesday, October 23, 2012

فيليكس.. لا مؤاخذة.. وأشياء أخرى



مؤامرة فيلكس:ـ
كان العالم كله ينظر هناك إلى الفضاء، حيث كان واحد آخر يفتح بابا جديدا للبشرية.. لو لم تهتم بنتائج الوثبة العلمية، فهى قد أضافت الكثير لإيماننا بقدراتنا وعلمتنا أننا أقوى مما نعتقد

المغامر النمساوى فيلكس بومجارتنر – وهو ليس صغير السن – يصعد لارتفاع 128 ألف قدم فى كبسولة من الألياف الزجاجية والإكريليك

لابد أنه فى ذلك الوقت تقريبا كان هناك من يبيع البوظة على الطريق الزراعى السريع فى مصر، ملوحا بالكيس البلاستيكى داعيَا سائقى اللورى إلى رى عطشهم

وفى مكان آخر كانت ثلاث سيارات تمشى على الطريق السريع عكس الإتجاه، وسائقوها يكتفون بتشغيل الإشارات المتقطعة وهم يطلقون السباب من النافذة، لاعنين أبا من لا يعجبه هذا

Monday, October 22, 2012

رسائل المحبة - اﻷخيرة


تشاك! كليك!ـ
سمع حمدي الصوت، وهو بالطبع رجل أمن محترف أطلق الرصاص مئات المرات في التدريب وسواه، ويعرف معنى ما يسمعه

جلب كومة الصحف.. ووضعها تحت النافذة، ثم تسلق عليها ليصل إلى النافذة الضيقة.. لحسن الحظ أنها غير ذات قضبان.. فقط عليه أن يهشّم الزجاج ويحشر جسده من خلالها. بالفعل لفّ المنديل حول قبضته بعناية، ولكم الزجاج بأعنف ما استطاع، وهو يغمض عينيه ويضغط على أسنانه.. شم رائحة المطر والبلل من الخارج.. وقدّر أنه سيفلت.. فقط لو تأخر هذا القاتل ثلاث دقائق أخرى

بدأ يحاول أن يحشر جسده عبر النافذة
تبا!! ضيقة جدا.. لكنه سوف يفعل ذلك
هذا هو الزقاق.. هه.. هه... ضيق جدا

بدأ يحاول أن يحشر جسده عبر النافذة ـ (رسوم: فواز) ـ
أرنب يحاول الفرار عبر شق ضيق في عشة الدجاج عند جدته.. هل ينجح؟
لكن الوضع بالخارج كان مثيرا فعلا.. رسائل المحبة قد ذهبت في كل صوب.. إنه يرى بوضوح

Monday, October 15, 2012

صدّقنى يا صاحبى



صدقنى يا صاحبى أنا لا أهتم بالسياسة ولا أفهمها، ولا أهتم كثيرًا بكل هذا الجدل الدائر.. فى رأيى أنه لا بد لنار الإعلام المضطرمة ليل نهار من حطب.. من جثث تلقى فيها لتظل مشتعلة. فى بداية الثورة كانت الأمور واضحة جدًا والأسود والأبيض واضحين.. نحن وهُم.. نحن الأخيار أبطال الفيلم وهم الأشرار. هناك مشهد إجبارى فى النهاية لو لم يأت فلسوف ينصرف المشاهد ساخطًا.. يجب أن نلقّنهم درسًا وننتصر. لا تسمح بموت البطل أبوس إيدك. ليس هذا فيلمًا لجودار تموت فيه البطلة فى أول الفيلم. المشاهد المصرى لم يعتد هذا

مع الوقت اختلط الأسود والأبيض وصارت هناك منطقة رمادية مبهمة، وصار الكل يتهم الكل بأى شىء، وظهر عكاشة ليقول كلامًا عجيبًا، والأغرب أن تكتشف أن هناك مَن يصغون له، والأعجب أنهم يصدقون

Thursday, October 11, 2012

رسائل المحبة - 7


عند ذلك المحل الخالي الخاص بالاتصالات في شارع جانبي أوقف سيارته، واعترف لنفسه بأنه فقد الاتجاه تماما.. لا يعرف أين هو بتاتا.. كان المحرك يلهث من الإنهاك، وكذلك هو.. قلبه يتواثب بلا توقف.. الدخان يتصاعد من ماسورة العادم ومن رئتيه

طلب الهاتف من البائع الذي ظل يرمقه في دهشة.. هناك أمر يتعلق بالحياة والموت.. ليس أقل

طلب رقم اللواء جابر الذي يحفظه لحسن الحظ.. عندما جاء صوت الرجل المتقدم في السن، والذي يبدو أنه كان يوشك على النوم بعد الغداء، صاح حمدي في ذعر:ـ
ـ سيدي.. أنا لا أستطيع السيطرة على نفسي
احتاج إلى بعض الوقت حتى يشرح سبب اتصاله من هاتف آخر

Monday, October 8, 2012

أربعمائة عام فقط



بالطبع احتفل كثيرون بمرور مئة يوم من حكم مرسى، فهى مناسبة تمنحهم فرصة ممتازة للتشفى والانتقام واقتناص الأخطاء. المقارنة بين ما وعد الرجل به وما تحقق فعلاً مغرية بشدة، والأهم أنها حق طبيعى للمواطن لا يجسر أحد على مناقشته

بالطبع دار جدل قوى بين من يرى أن المئة يوم كانت حافلة بالإنجازات، وقد بالغ هؤلاء بشدة لدرجة اعتبار كل خطوة وكل خطاب وكل زيارة إنجازًا تاريخيًا، وسمعنا من يصف مرسى ببطل حرب أكتوبر !.. يبدو أن داء تحويل الحكام إلى آلهة مستعص غير قابل للعلاج عندنا.. والنتيجة هى أنهم قادرون على إفساد أى حاكم مهما حسنت نواياه. أنتظر فى رعب أن أسمع الهتاف سيء السمعة (بالروح بالدم نفديك يا مرسي) لأدرك أننا لم نتغير بعد الثورة قط

الطرف الآخر من الجدل هو هؤلاء الذين يرون أن المئة يوم تجربة فاشلة لم تحقق أى وعد وامتلأت بالأخطاء والتسول، وإن ولاء مرسى الأول ليس لمصر ولكن للإخوان. بعض هؤلاء ما زالوا يعتقدون أن مرسى اختطف نتيجة الانتخابات، وفاز بهامش ضئيل (على الحركرك). استمرار هذا الجدل مؤذ لأن أحدًا لا يعاير الفائز فى الانتخابات فى الدول المتقدمة بالهامش الضئيل الذى فاز به.. متى فاز صار رئيسًا للجميع، وعلى سفينة البلاد أن تستمر فى الإبحار تحت قيادته.. رأيى الخاص يقع بين الطرفين، وأرى أن مشاكلنا بالغة التعقيد وكثيرة جدًا، وأننا خرجنا من تجربة اغتصاب مصر لمدة 30 سنة، وبعدها تفككت صواميل الدولة توطئة لإعادة جمعها بشكل أردناه صحيحًا .. ميراث ثقيل ومضن لكننا ننتظر.. إن الفترة الباقية من رئاسة مرسى سوف تكون صاخبة وعسيرة، ولسوف ننتقد الرجل ونعاتبه ونعارضه.. لا شك فى هذا، لكننا لن نضع أمامه الحفر ليسقط فيها

Friday, October 5, 2012

رسائل المحبة - 6


عندما دقّ جرس الباب من جديد قوطعت المحادثة للحظات، أدرك فكرون من العينين الزائغتين للفتاة أنها في مأزق.. مشكلة البحث عن رد سريع، يحب هو توجيه هذه الضربات الخاطفة

عندما انفتح الباب كان هذا أنا
كنت أقف هناك مترددا أجفف قطرات الماء.. النظارة السوداء، والشارب الذي حلقته والثياب غير المعتادة.. الحقيقة أنني لم أعرف نفسي في المرآة، من أهم أساليب التنكر أن ترتدي ثيابا لم يعتد الناس أن يروها عليك.. هذا يختصر 80% من الجهد

ـ أستاذ فكرون؟
ـ هو هنا
ـ نصر الخولي.. صحفي

Monday, October 1, 2012

التحفز



حالة التحفز ضد محمد مرسى غير مسبوقة ولا أذكر لها مثالًا قريبًا. منذ أيام أرسل لى صديق عزيز خطابا يقول فيه: «اذكر فارقًا واحدًا بين مرسى ومبارك.. مبارك متمسك باتفاقية الكويز ومرسى متمسك باتفاقية الكويز. مبارك يقترض من البنك الدولى ومرسى يقترض من البنك الدولى. مبارك يفض الاعتصامات بالخرطوش ومرسى يفض الاعتصامات بالخرطوش». بصراحة شعرت بنغمة الافتراء والتحفز. هناك جبل من الأزمات والمشكلات، وبالتأكيد لم تحل مشكلة الوقود بعد (هناك تقدم واضح فى مشكلتى القمامة والكهرباء)، لكن لا تقل إنه لا فارق بين مرسى ومبارك.. هذا يفقد الكلام موضوعيته ويكشف أن الموضوع موضوع حقد شخصى أيديولوجى على الرجل، وليس انتقادا لأدائه. مرسى يحتاج إلى عشرين سنة من الفساد حتى يصل إلى مكانة مبارك العظيمة فى تاريخ مصر. لى صديق ظريف رد على صاحب الخطاب الأول فقال:ـ

ـ «مرسى ملتح.. مرسى عين نائبا، ومرسى لم يسرق، ومرسى يتلقى الشتائم قبل أن يفعل أى شىء، ومرسى ما زال يعيش فى شقته الموجودة بالتجمع، ويصلى الفجر فى المسجد، ومرسى يسافر إلى الخارج ليجلب مالا بدلا من السفر لتهريب أموالنا، ثم يزعم أنه لا يملك مليمًا خارج مصر.. مرسى خلال 3 أشهر قلب أكبر مراكز قوى فى البلد، ومرسى أستاذ جامعى مثقف، ومرسى ضُرب ومن ضربوه نالوا البراءة.. أقول كمان؟»ـ

المشكلة هى أن مرسى رئيس الجمهورية، وهكذا فإن محاولة الدفاع عنه تشوبها تهمة النفاق تارة، وتهمة أنك إخوانجى تارة أخرى.. هكذا يجب أن تصمت حتى لا تتلقى الهجوم المسعور.. كل الأطراف فى مصر اليوم لديها لجان إلكترونية قادرة على تمزيقك لو قلت ما لا يروق لها. ومن الغريب أن مرسى يبدو لى كثيرًا هو الطرف المظلوم فى هذا.. الطرف الذى تخاف أن تدافع عنه حتى لا يشتمونك هو غالبا الطرف الذى يستحق أن تدافع عنه فعلا. وانطباعى الخاص هو أن الرجل مخلص وصادق ويريد تحقيق شىء.. ربما يفشل.. لكن أتمنى إذا فشل أن لا يكون هذا بسببنا نحن