قصاصات قابلة للحرق

ابحث معنا

Friday, November 21, 2014

قرأت مؤخرا - تويتات من العصور الوسطى

نتكلم هنا عن كتاب قرأته مؤخرا... عندما لم تعد الديناصورات تجوب المستنقعات المغطاة بالسراخس... نتابع فى هذه السلسلة كتابات الرائع كالعادة د أحمد خالد توفيق

* الترتيب هنا هو فقط ترتيب قراءتى أنا لتلك الكتب و الروايات لا أكثر و لا أقل *

تنويه: لن تجد هنا رابطا لتحميل نسخة من الكتاب... لئلا نضيع حقوق الملكية... و لما يسببه ذلك من ضرر للكاتب و للناشر و بالتالى لنا نحن... القراء

===========================



خواطر و أفكار و مقولات

المؤسسة العربية الحديثة

لست متأكدًا من أنني أفهم كنه التويتات فعلاً. أعرف فكرة عامة عنها وعن كيف يبدو الأمر، لكني لا أفهم كيف يصنعونها ولا معنى المتابعة، وبهذا أضمها لاختراع شيطاني آخر هو الفيس بوك. علاقتي بهذه المواقع أقرب لعلاقتي بزميل عمل أكرهه ويكرهني، ونتبادل نظرات الشك، ويعرف كل منا أنه لو غفل عن الآخر فلسوف يسبب له كارثة. هذا شيء عجيب، إذا تذكرنا أنني في عام 1986 كنت من أوائل من تعاملوا مع جهاز الكمبيوتر في مصر أو على الأقل في بيئتي، وكتبت برامج كاملة وسوقت الكثير منها، وأجدت عدة لغات برمجية، وسافرت إلى المملكة العربية السعودية لأعمل كمدير لنظام طبي عملاق. ولفترة كنت مرتبطًا بالكمبيوتر في ذهن معارفي كلهم. أما عن التوقف فالتراجع فالضمور فقد حدث في العقد الأول من هذا القرن. أعتقد أن تطور الإلكترونيات كان أسرع من خطواتي اللاهثة، والعقل يشيخ كأي شيء آخر.. وبعد فترة بدأت أكتسب طباع أبي وأتعامل بارتباك مع البرمجيات والأجهزة عموماً. في النهاية جاء اليوم الذي أقف فيه أمام فيس بوك عاجزًا عن فهم المطلوب مني ولا طريقة الدخول له.

أقول إنني اعتدت أن أكتب قصاصات متناثرة في دفاتري.. هذه القصاصات المبتورة تصلح مادة خامًا للقصص أو المقالات أو لا شيء على الإطلاق.. ملاحظات عامة عن البشر والحياة.. إلخ.. بعضها ساخر وبعضها مرير، وبعضها يستمد قيمته الوحيدة من اللعب بالكلمات. هناك كتاب رائع للعقاد اسمه (خلاصة اليومية والشذور) وهو يقدم مجموعة قيمة – وصعبة – من خواطر العقاد. وهكذا يمكن القول إن شذور العقاد هي المعادل اللغوي الفصيح للفظة (تويتات). كانت هناك في طفولتي ومراهقتي مجلة رائعة اسمها (المختار من الريدرز دايجست)، وكانت تقدم شيئا اسمه (السدّات) وهي اقرب لتويتات قصيرة طريفة وساخرة في نهاية كل مقال طويل. بعد هذا جاء الساخر العظيم الراحل محمد عفيفي وقدم لنا كتبًا مثل (ضحكات صارخة) و(قبلات وصفعات) وكلها تقوم على عبارات ساخنة متناثرة أعتقد أنه لم يجد لها صورة للتقديم أفضل من هذه. بالفعل كانت تويتات ذكية جدًا، وفيما بعد لاحظ الكاتب الجميل (عمر طاهر) أن محمد عفيفي ابتكر فن التويتات قبل أن يسمع لفظة كمبيوتر أو يرى واحدًا.

إذن ما نقدمه هنا تويتات. لسبب بسيط هو إنني لن أطلق عليها (سدّات) أو (شذور).. 

قدمت مجموعة كبيرة من خواطري القصيرة في كتيب (قصاصات صالحة للحرق)، وقد لاقى نجاحًا لا بأس به، وسرقه الجميع على شبكة الإنترنت – وهم يدعون لبعضهم بالبركة والخير – حتى أتوقع أن يكون على كل جهاز كمبيوتر في مصر. هكذا خطر لي أن أقدم مجموعة أخرى من هذه القصاصات هنا. هناك بعض الأصدقاء الأعزاء حولوا بعض المقاطع المناسبة من رواياتي إلى تويتات، وهأنذا أجرب أن أقدم المزيد منها. اخترت اسم (تويتات من العصور الوسطى) لأن هذا يناسبني جدًا.. كنت أكتبها من قبل أن أرى أي كمبيوتر في حياتي، وحتى اليوم لا يوجد حب مفقود بيني وموقع تويتر. هذه تويتات بلا شبكة إنترنت إذن.

أعتقد أنك ستحب هذه المجموعة.. فيها تنوع كبير، وبعضها ساخر وبعضها كئيب أو سوداوي. بعضها قديم جدًا كتبته وأنا في المدرسة الثانوية وبعضها كتبته هذا الشهر. بعضها سياسي وبعضها أدبي وبعضها عاطفي.. هذا التنوع الزمني والموضوعي يجعل فرصة اقتناصك لخواطر تروق لك عالية.. من الصعب أن تكره كل شيء، وإلا فأنت تكرهني جدًا أنا نفسي، أو أنا منحوس لدرجة لا تصدق.

دعونا نبدأ إذن..
الكتاب مقسم بنفس طريقة (قصاصات صالحة للحرق) . وبهذا يمكنك أن تبدأ بالموضوع الذي يهمك مباشرة.

د. أحمد خالد توفيق
طنطا - 2013

===========================

أضفت ما أعجبني من هذه التويتات إلى ال Google Gadget الموجودة في أعلى المدونة.. أرجو أن تروق لكم