قصاصات قابلة للحرق

ابحث معنا

Friday, September 11, 2015

تحت الأمطار

كتبها د أحمد وعمره 19 عاما


وحيدًا في زحام الناس
أمضي حاملاً ذاتي
غريبًا
في ضجيج الأرض
أحسو خمر آهاتي
ظلام الليل والأوحال تغمر بالأسى دربي
وتلك اللهفة الحمقاء
كي أصغي لأنّاتي !!

*******

أنا قدري ..
وقد أدمنت ذاك الكون - ذات الكون - في صدري
وقد أدمنت ذاك الطعم - ذات الطعم - في حلقي
وبين سفاسف البشرٍ
لكم ألتذ بالوحدة !
لكم ألتذ بالتجوال وحدي دونما صحبة ..
ورائي تنزف الأمطاروالأنواء تمضغني
غريرًا في ثياب النضج
عبدًا دون أصفادِ..
وحيدًا
والورى حولي
ومنهم من أحبوني
ومنهم من شعرت الحب والإخلاص يكسوني
وعشت أرق ساعاتي..
ولكني
سأمضي اليوم وحدي دونما صحبة ..
لأني أعشق الأحزان
بل أقتات بالرهبة ..
وحين الكف
كالعصفور قد يغتاله البردُ
تفتش في ثنايا الجيب عن دفء
وعن ألفة 
رويدًا ..
أنت للأحزان جئت الأرض يا كفي
فلا تلقي صليب البؤس
أو تنتابك البهجة ..

*******

أنا طفل
غرير في معاييري
وفي فهمي لكل الناس والأعباء من حولي ..
ومهما طالت الأعوام
لا تفنى تصاويري ..
لكم ألتذ عطر البؤس والتجوال في الظلمة ..
لكم أحببت طعم الدمع والآهات مضطرمة ..
وثقب في جدار الكون
ينزف دمعه الجاري
يبعثر بصقة الأكوان فوق سذاجة البشر
على وجهي وأفكاري ...

*******

وحيدًا في زحام الناس
أمضي حاملاً ذاتي ....
غريبا
في ضجيج الكون
أحسو خمر آهاتي.

أحمد خالد توفيق
1981