قصاصات قابلة للحرق

ابحث معنا

Wednesday, February 24, 2016

من أجل صحة أفضل: اشتم هيكل


ultrasawt.com

في هذا الأسبوع الحزين توفي علاء الديب الأديب والناقد ومحلل الكتب عظيم الأهمية، الذي كنت لا أفوت مقالاته قديمًا في مجلة صباح الخير، وأعترف أنني قرأت بعض الكتب من مقالاته ولم أقرأها في نسختها الأصلية، لأنه كان يعرضها ببراعة حقيقية. فلا عجب أن بلال فضل اختار اسم (عصير الكتب) لبرنامجه الناجح.

في هذا الأسبوع كثر الجدل حول جمهورية حاتم وتوحش أمناء الشرطة، وفي هذا الأسبوع تكلموا عن البيضة التي احتفت بها محافظة المنيا وعليها لفظ الجلالة، وعن الدولار الذي حطم حاجز تسعة الجنيهات وكيف انقلب كثيرون من طبالي النظام عليه. وفي هذا الأسبوع أحرق مخترع الوحش المصري أكذوبته، وتم القبض على الكاتب أحمد ناجي بسبب خدش الحياء في قصته، ورفضت الشمس أن تزور مصر لتنير وجه رمسيس في معبد (أبو سمبل) كأنها متآمرة لتدمير السياحة. الكثير من الأحداث المغرية بالكتابة، لكني شعرت بأنه يجب أن أكتب كلمة أخيرة عن الأستاذ الراحل هيكل.

يجب أن أذكرك أن هيكل تحول في عصر السادات إلى موسى صبري، ثم تحول موسى صبري إلى سمير رجب وممتاز القط، ثم تحول سمير رجب إلى توفيق عكاشة وأحمد موسى.. فهل حان وقت قيام الساعة بعد؟

Tuesday, February 23, 2016

إبداع حتى النخاع

مقال قديم منذ عام 2009 لدكتور أحمد نشر في جريدة الدستور وفي كتاب (الغث من القول)

Sergey Nivens - Fotolia.com

هذه معركة شرسة لا تعترف بالواقفين بين الفريقين، فأنت إما معنا أو ضدنا.. إما أن تقف مع الفريق الذي يمنع ويتحفظ ويتهم فتصير محاربًا لحرية الإبداع وأحد دعاة الظلام، وإما أن تقف مع الفريق الذي يناضل من أجل حرية الإبداع فتصير مخلب الغرب وأداته لهدم قيمنا.

الواقع أنني شبعت كثيرًا من المتربصين، واصطدمت معهم أكثر من مرة حتى فاض بي فعلاً. التفتيش في الضمائر ممتع ولذيذ جدًا ويشعرنا بأننا قضاة نصدر الأحكام من فوق عرش عال.. عذبوا هذا فهو هرطيق.. احرقوا هذه فهي على اتصال بالشيطان. أنا القاضي الأعلى لمحكمة التفتيش أدعو (كوبرنيكوس) إلى أن يتوب قبل أن نطهره بالنار.. إنها لذة تفوق أية لذة أخرى. وهكذا يضيق هامش الحرية كل يوم.. إنهم يراقبونك في شك ومستعدون للعنك لو قلت كلمة مريبة. حتى على مستوى كبار الدعاة.. قرأت في أحد مواقع الإنترنت مقالاً للمفكر الإسلامي الكبير (محمد عمارة) يضرب فيه مثالاً لغويًا لا أكثر، فانبرت إحدى القارئات تسأله في عصبية عن عقيدته.. قائلة: هلم أفصح!.. حتى (محمد عمارة) نفسه مطالب بالدفاع عن نفسه وإثبات أنه ليس كما تظنين؟.. كل شخص مشتبه فيه وكل شخص يمكن أن يصير متهمًا في أية لحظة..

من دون هيكل


رحل هيكل. لحظة حتمية متوقعة جدًا مع رجل جاوز التسعين من العمر، لكنك لن تنكر أوجاع استئصال قطاع كامل من حياتك وذكرياتك وثقافتك بهذه البساطة.

لقد ترك هيكل ذكرى قوية، وترك مكتبة هائلة عظيمة القيمة، وترك جدلاً لا ينتهي حول شخصه وهل هو ملاك أم شيطان، وترك كذلك كراهية حاقدة لدى شانئيه الذين لم يغفروا له قط أنه ينتمي لعالم عبد الناصر، وفي قول آخر أنه صانع عالم عبد الناصر. هل كان هيكل ناصريًا أم كان ناصر هيكليًا أم أن الصديقين أثرا في بعضهما بنفس القدر؟.. لن نعرف أبدًا. على كل حال لقد امتزج بعبد الناصر جدًا، لذا سيظل من يكرهون عبد الناصر هم الذين يكرهون هيكل. ولسوف يستمر الجدل حول الرجل خمسين عامًا آخر كما طال نيفًا وخمسة وأربعين عامًا بعد وفاة عبد الناصر. شاهد في هذا الكليب هيكل يحكي عن تجربته مع ناصر.


بالتأكيد لم يكن هيكل ملاكًا ولم يكن أعظم رجل على ظهر البسيطة، لكنه – بالنسبة لي على الأقل – فنان وأديب قلما ظهر مثله في العالم العربي، ولقد اختلفت معه سياسيًا بشدة وبالذات في سنواته الأخيرة، ولكني لم أكف عن احترامه والانبهار ببراعته وذكائه. لم يكن الأنبل لكنه بالتأكيد الأبرع والأروع.

Friday, February 19, 2016

أغبياء الروح

مجلة الشباب

http://www.quickmeme.com/

منذ عشر سنوات كنت أنشر مع الفنان المبدع فواز قصصًا مصورة في ملحق (صبيان وبنات) الصادر عن أخبار اليوم. وكانت هناك قصص تحكي بشكل ساخر قصة حملة نابليون على مصر. في إحدى القصص يخشى الجنرال الفرنسي أن يسقط بالمنطاد في الصحراء الغربية لأن البدو سيحولون جلده إلى قماش لخيامهم.. مجرد دعابة لكنها دقيقة تاريخيًا؛ لأن الفرنسيين خشوا ركوب المنطاد الذي قد يسقط وسط بدو الصحراء. وطبعًا لأن الرسم كاريكاتوري فقد ضخّم فواز ملامح البدو نوعًا. فوجئت بعد صدور العدد بالأستاذة آمال عثمان رئيس التحرير تتصل لتقول لي في حرج إن خطابًا جاءها من قارئ غاضب، وطلبت مني أن أقرأه. قرأت الخطاب بخطه الردئ، فوجدت كاتبه يقول إنه مفتش مالي وإداري.. ويقول إن القصة برمتها تافهة وتربي مفاهيم إجرامية لدى الأطفال، كما إنها تتهم البدو بأنهم يسلخون البشر، خاصة مع الملامح التي اختارها فواز والتي توحي بأن البدو إسرائيليون أصلاً. هكذا يرى أننا خائنان وغير أمينين على الأطفال. أعرف الجنون عندما أسمعه، ولا أحتاج لطبيب نفسي. الأسلوب المختل والقواعد والإملاء وكل شيء.. هذا شخص لم ينل أي قسط من التعليم، دعك من أن عقله مضطرب تمامًا. قالت لي الأستاذة إن الرجل قادم إلى الجريدة في الواحدة بعد الظهر ليحاسبني، وطلبت مني أن أنتظر لأناقشه.. قلت لها إنه لا يوجد شيء ليناقش، ومن المستحيل أن أجادل هذا الرجل لأقنعه أنني جيد. صعب للغاية أن أنتظر أن يصل هذا المجنون، فقد عرفت رأيه على كل حال. لكنها طلبت مني أن أتريث.. لا بأس بسماع الرأي الآخر. وجدت معها بعض الحق.. لربما تسرب لي الغرور فعلاً ولربما أفادني سماع رأي هذا الرجل. ظللت أنتظر حتى الثالثة بعد الظهر ودخنت ألف سيجارة وشربت ألف فنجان قهوة، ثم قلت لها إن احترام هذا القارئ للمواعيد ليس ضمن مسئولياتي.. هناك قطار لطنطا يجب أن ألحق به. فسمحتْ لي بالانصراف.


الغلايــة



هذا البوست متداول على النت باعتباره كلامًا كتبته زوجة أحد الضباط تخاطب الأطباء الغاضبين. الشبكات الاجتماعية تخدع بلا رحمة وتزيّف الوعي، ولعل هذا البوست زائف بغرض التهييج، لكن لو كان صحيحًا فإن هذا يعكس الكارثة التي يواجهها الأطباء في مصر. لاحظ المنطق المعكوس الغبي: "معظمكم من أصول تعبانة لأن هما دول اللي بيجيبوا مجموع في الثانوية العامة". حسب الكلام، أولاد الأكابر لا يحصلون سوى على 50% في الثانوية العامة ويدخلون كليات النفوذ.. في مصر هناك كليات قمة وكليات نفوذ. أما من حصل على 98% فهو من أصل منحط و(بيئة). أرجو أن يكون هذا البوست مزيفًا وإلا فالأمر كارثي فعلاً.

Friday, February 12, 2016

سيما أونطة

مجلة الشباب

http://www.cineainventat.ro/proiectorul

جرايندهاوس Grindhouse مصطلح أمريكي معناه دور السينما التي تعرض أفلامًا رخيصة إغراقية بلا قيمة سينمائية تقريبًا. مؤخرًا التقى اثنان من عشاق السينما هما تارانتينو – المخرج الأمريكي المجنون –ورودريجز المخرج الأكثر جنونًا، وقدما فيلمًا ساحرًا بنفس الاسم. الفيلم هو رسالة حب حارة مفعمة بالحنين لدور السينما الرخيصة التي علمتهما عشق السينما. لقد تعب الرجلان كثيرًا في عصر تقدم البصريات الحالي، كي يصنعا فيلمًا له نفس طابع السبعينيات. ألوان السبعينيات.. طريقة تصوير السبعينيات.. بل إن الكادرات مليئة بالخدوش.. وهناك علامات تغيير البكرة التي تظهر في ركن الشاشة الأيمن العلوي. العلامة الأولى تقول لعامل العرض أن يستعد.. العلامة الثانية يبدأ تشغيل الآلة الثانية.. العلامة الثالثة يغلق الآلة الأولى ويفتح شباك العرض للثانية.. الكادرات تهتز ككل أفلام السبعينيات.. تمادى المجنونان فجعلا الكادر يحترق في أحد المشاهد، وقد كان هذا يحدث كثيرًا عندما لا يتحمل الفيلم حرارة مصباح القوس الكهربي. بل إنهما أغفلا إحدى بكرات الفيلم!

شيء معروف



سوف أريحك قليلاً هذا الأسبوع فلا أتكلم عن موضوع الساعة: مستشفى المطرية ونقابة الأطباء وضحايا مستشفى رمد طنطا. تكلمت عن هذا في مكان آخر، وما زال لدي الكثير جدًا مما يُقال بعد دراسة الموضوع جيدًا، لكني قررت ان أعطيك إجازة، مجازفًا بأن أتلقى التعليق الظريف: "أين أنت من هذا كله؟ واضح أنك مغيب" مع التعبير الجديد الأظرف "انت عامل من بنها". شرحت لي صديقة عزيزة موضوع بنها هذا، فقالت إنها وسيلة للتغابي أو (الاستعباط) لا أكثر. حيلة يتظاهر بها راكب القطار حتى لا يدفع ثمن التذكرة. والسؤال الذي خشيت أن أسأله لها هو: ماذا لو كان المرء من بنها فعلاً؟

بين العكّ واللغوصة


أولاً أقدم التحية والاحترام للفارس النبيل الذي قرر الإعلام أن يذبحه ذبحًا لمجرد أنه أراد الدفاع عن كرامة طبيبين من أبناء نقابته أمام بطش وزارة الداخلية.

يجب أن أقدم له احترامي في موضع بعيد عن حديث العك واللغوصة القادم. أنت تعرف الاسم وتعرف الوجه الذي يذكرك بملامح أينشتاين.

الأستاذ الدكتور حسين خيرى نقيب أطباء مصر المنتخب. الجراح العظيم (النطاسي) بالمعنى الحرفي للكلمة. (راهب القصر العيني) كما يسمونه، أو (صديق الغلابة). لم تكن له عيادة قط وكرس نفسه لتدريس الجراحة لطلبة القصر العيني، مع إعطائهم مجموعات دراسية مجانية، وعلاج المرضى في القصر العيني.

Wednesday, February 3, 2016

استقالة قاض



لا أعرف تفاصيل الخلاف بين المستشار السحيمي ووزير العدل، ولست في موضع يسمح لي بتبين الحقائق. القصة غارقة في الضباب، وكل المعلومات مختلطة كالعادة. تقدُّم وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي قد قضى نهائيًا على حالة اليقين من أي شيء. في يوم واحد قرأت خبر القبض على إسلام جاويش فنان الكاريكاتور مئة مرة، وقرأت تكذيب الخبر مئة مرة.

على أن استقالة المستشار تمر بثلاث مراحل.

Tuesday, February 2, 2016

حاتم في الاستقبال


وكيل النيابة الشاب غاضب. وكيل النيابة الشاب ينظر لساعته. وكيل النيابة الشاب في استقبال المستشفى ينتظر. وكيل النيابة الشاب لديه جدول أعمال مزدحم. هناك حالة طعن بسلاح أبيض يجب ان يكتب تقريره عنها، ولابد من وجود طبيب الجراحة.

طبيب الجراحة المقيم مشغول. طبيب الجراحة المقيم في ورطة. طبيب الجراحة المقيم يعمل في غرفة جراحات الطوارئ منذ أربع ساعات، حتى لم يعد يشعر بساقيه، وغرفة الجراحة تبعد عن الاستقبال مسافة عشر دقائق. جاءه أكثر من استدعاء كي يذهب إلى استقبال المستشفى بسرعة حيث ينتظره وكيل النيابة، لكنه بعصبية طلب من القادم أن يتريث.. بطن المريض مفتوح وصوت جهاز التنفس الصناعي لا يتوقف.

وكيل النيابة الشاب مغتاظ. وكيل النيابة الشاب يشعر أن سلطته تهتز..