قصاصات قابلة للحرق

ابحث معنا

Tuesday, October 31, 2017

قصص لا تكتمل - 7 - الأخيرة


رسوم طارق عزام

هناك كان واقفًا في الغرفة المظلمة التي أوصد بابها..

استطاع أن يرى عاصمًا كما تخيله بالضبط.. العرق يبلل جبينه مع الغبار.. تحت إبطيه مبتل تمامًا وهو يحاول فتح باب الحجرة الذي انغلق بلا إنذار..

على الأرض كانت عظام مبعثرة.. عظام نقية من التي وجدها في الصندوق، وكانت الحيرة مرتسمة على ملامحه..

«هناك من أغلق الباب علينا!»

Thursday, October 26, 2017

اعتذار



أعتذر هذا الأسبوع عن عدم تقديم مقالي حدادًا على أرواح أبنائنا وإخواننا شهداء الشرطة في الواحات، والقاعدة ثابتة لا تتبدل: كل الدم المصري حرام سواء سال في الواحات أو سيناء.. أو سال في ماسبيرو أو رابعة.

Tuesday, October 24, 2017

قصص لا تكتمل - 6



كان مصطفى يفكر وهو يدور حول السيارة الواقفة.. الرابضة كوحش نائم في الظلام..

عندما انحنى جوار الرفرف رأى قطرات.. دقق النظر على ضوء المحمول فأدرك أنها قطرات دم متناثرة. رفع عينه نحو مازن وابتلع ريقه..

«ثمة أشياء مريبة هنا»

Saturday, October 21, 2017

أريد حلاً (1).. التجربة البرازيلية


كلما كتب المرء حرفًا عن وضع البلد المتدهور قابل المعلق الأبدي الذي يقول لك "أنت لا تقدم حلولاً"، وهو ابن عم المعلق: "من البديل للحاكم الحالي؟" وابن خالة المعلق: "الكلام سهل واللي على الشط عوام".


هناك الكثير من البرامج والحلول التي لا يأخذ بها أحد، وأعتقد أنني تحدثت عن عدد من الحلول، لكن قدر مصر أن من يقدر على الحلم لا يقدر على الفعل، ومن يقدر على الفعل لا يقدر على الحلم.

من ضمن البوستات التي راقت لي جدًا، هذا المقال شبه المتكامل -برغم أنه بالعامية- الذي نشره معلق يُدعى أحمد محسن منذ فترة، ولا أعرف تخصصه المهني لكن أميل للظن بأنه ذو عمل أكاديمي. المقال يعج بالنبوءات الرهيبة والأفكار الذكية. قرأت نفس الموضوع بشكل جاف في مواضع أخرى، لكن أسلوب الكاتب الطلي جذبني بشدة.

Thursday, October 19, 2017

عن عدم التوفيق



يعتمد الطبيب بلا شك على قدر كبير من التوفيق في التشخيص والعلاج، فإذا أجاد العملين ظل هناك قدر من التوفيق يحتاج له كي… كي ماذا؟… لا أدري بالضبط. هناك أطباء يرون حالة مُلغزة بالغة التعقيد فيكتبون بعض أقراص البانادول، فيُشفى المريض شفاء تامًا ولا يُصاب بأي أمراض لمدة عشرة أعوام.

لدي عشرات القصص من هذا الطراز، وكلها مسلّ جدير بأن يحكى، لكني سأكتفي بقصة واحدة حدثت لي منذ عشرين عامًا.

Friday, October 13, 2017

يا ليلُ الصبّ


عبد الفتاح السيسي في العاصمة الإدارية الجديدة، ومشاهد من افتتاح فندق «الماسة كابيتال»

اكتسبت كلمة الصبّ معاني مضحكة بعد ما تكررت في بيانات الحكومة. كل قرار يدمر اقتصادك، ويخسف الأرض بما في جيبك، ويفقرك هو في النهاية «يصب في مصلحة المواطن». وهو تعبير لحق بأخوته سيئي السمعة على غرار «لا مساس»، و«الاهتمام بمحدودي الدخل». كل شيء صار «يصب في مصلحة المواطن» حتى الخراب والإفلاس، وحتى ارتفاع ثمن مكالمة المحمول 30% يصب.. وفاتورة الكهرباء تصب..

الدعابة الأخرى ارتبطت بكارثة رفع الأسعار التي تحدث دائمًا يوم الخميس من كل أسبوع، وقد قرأت لأحد الظرفاء تعليقًا يقول في يوم خميس:
فوّل عربيتك، اشحن موبايلك، خزّن سجايرك، غطّي مصلحتك وشوفلك حتة تستخبى فيها.

Wednesday, October 11, 2017

قصص لا تكتمل - 5


رسوم طارق عزام

المشهد بالداخل لم يكن غرفة على الإطلاق.. كانت قاعة فسيحة.. هناك رجال ونساء يجلسون إلى أجهزة كمبيوتر منهمكين في عمل غامض، وهناك تقسيمات بطريقة Cubicles تفصل مكان عمل كل واحد.

هناك فتية يمشون مسرعين وهم يحملون أوراقًا تحت إبطهم، وهناك منقي مياه في الركن، وستائر فينيقية تلقي ضوءها المقسم إلى شرائح على المكان. في خلفية القاعة مكتب مغلق يقف بجواره رجل أمن صارم، واللافتة تقول (المدير)! كل شيء يوحي بأنه دخل إلى شركة تتخذ مقرها هنا. شركة مشغولة جدًا كما هو واضح.

أوشك على التراجع.. لكن موظفًا قوي البنية يلبس قميصًا قصير الكمين وربطة عنق برز له، وجره من ساعده في حزم قائلاً:
«تأخرت!.. المدير ينتظرك!»

لم يجد الكلمات الكافية ليتساءل..

Saturday, October 7, 2017

كل هذا الضنك!


الحين حين الكلام عن حمى الضنك! لست متأكدًا بصراحة من صحة ترجمة لفظة Dengue إلى ضنك، لكنها ترجمة موفقة لأن الحمى اشتهرت كحمى تحطيم العظام أو (الضنك) بمعنى آخر.. ويعود هذا الاسم إلى القرن الماضي.


تتوالى أخبار حمى الضنك التي دخلت إلى مصر ضيفًا غير مرغوب فيه، وبدأت سياحتها بمدينة القصير مع تهديد سفاجا والغردقة.. حتى منع الأهالي أطفالهم من الذهاب للمدارس. هكذا انتشر الذعر في كل بيت، وكان هذا كابوس الطب الوقائي بالمحافظة، فخرجت سيارات رش المبيدات تحاول القضاء على البعوضة الناقلة للمرض، وانتشرت قوافل التوعية، كما قام مجلس المدينة بكسح مياه الصرف من البيارات. ووفرت الوزارة الأدوية اللازمة.. هذا ما تقوله الأخبار، ولم تقل لنا ما هي الأدوية، فعلى قدر علمي علاج هذه الحمى عرضي.. لا يوجد علاج متخصص. 

Tuesday, October 3, 2017

قصص لا تكتمل - 4



أيام طويلة مضت على مصطفى ولا شيء سوى الجدب.. لم يجلس أمام الكمبيوتر قط، ولم يحاول أن يبدأ قصصًا جديدة، فالأمر لم يعد قابلاً للتفسير، وكل ما هو غامض يثير الرعب في النفس.. الرعب قد شل قدرته على ابتكار أفكار جديدة، وقد قدر أنه لو تعرض لذات التجربة مرة أخرى فمن الوارد جدًا أن يجن..

القصص التي يبدؤها تزول من الوجود بلا تفسير، واحتمال أنه يتصرف من دون أن يعرف احتمال عالٍ جدًا ومخيف جدًا.. أنت تعرف أجواء دستويفسكي، كما أن عقدة فيلم (نادي القتال) لم تفارق خياله قط..

كلما فكر في الكتابة أصيب بالرعب.. ماذا لو استيقظ ليجد أن هذه القصة الجديدة اختفت؟